إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ وآلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ والصالحينَ.
 
من مُعجِزاتِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم
 
الغَزالةُ التي كلَّمَت الحبيبَ محمّد
 
روى أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النّبوّة أنَّ النبيَّ مَرَّ على قومٍ قد اصطادوا ظَبيةً فقالت يا رسولَ الله إنِّي أُخِذْتُ ولي خَشفانِ فَاستَأذِنْ لي أُرضِعهُما وأعودُ إليهِم، فقالَ النبيّ (أينَ صاحبُ هذه)؟ فقالَ القوم نحن يا رسول الله، قال (خَلّوا عَنها حتى تأتيَ خَشفَيها تُرضِعهُا وترجعَ إليكم) فقالوا من لنا بذلك؟ قال (أنا)، فأَطلقوها فذهبَت فأرضَعَتْ خَشفَيها ثم رجَعَت إليهم، فأوثَقوها فمرَّ بهم رسولُ الله فقال (أينَ صاحبُ هذه) فقالوا هذا يا رسولَ الله، فقالَ (تبيعونها)؟ فقالوا هيَ لكَ يا رسولَ الله فقالَ (فَخَلّوا عَنها)، فأطلقوها فذَهَبت وهيَ تَقول لا إلهَ إلّا الله محمَّدٌ رَسولُ الله.