إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
حديث (إن الله تبارك وتعالى نظيف يحب النظافة) رواه الترمذي، معناهُ نَظِيفٌ مِنَ العُيوب والجَهْل والعَجْز مُنَزَّهٌ عن النّقْص هذا مَعناه كذلكَ اللهُ جَميلٌ مَعناهُ مُنعِمٌ على العِباد أو جمِيلُ الصّفاتِ صِفاتُه كلُّها كَمال ما فيها صِفَةُ نَقصٍ، أمّا يُحِبُّ الجمالَ مَعناهُ يُحِبُّ نظَافَةَ الخُلُق ونَظَافةَ البَدَن والثّوبِ وأَحَبُّ إليهِ نظَافةَ الخُلُق، ونَظَافَة العَمل، نَظَافَةُ الثّوب لا يُنَافي الكَمال لكن إن كانَ عن عَجزٍ تَركَ ذلكَ فَلا يَضُرّه.
بَعضُ الصّالحِينَ مِن شِدّةِ الفَقر لا يتَيَسَّر لهم الماءُ للنّظَافةِ هؤلاء لهم دَرجَةٌ عَاليَةٌ عندَ الله.
نظافة الله كناية عن تنزهه من سمات الحدث، وتعاليه في ذاته عن كل نقص، وحبه النظافة من غيره كناية عن خلوص العقيدة ونفي الشرك ومجانبة اﻷهواء، ثم نظافة القلب عن الغل والحقد والحسد وأمثالها، ثم نظافة المطعم والملبس عن الحرام والشبه، ثم نظافة الظاهر لملابسة العبادات.
(5-78) كلمة نظف من النهاية في غريب الحديث واﻷثر للحافظ أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري المتوفى 606 هجرية رحمه الله.
سمات الحدث أي علامات المخلوق كالحركة والسكون والتغير والصورة.