إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

حديث (القَبرُ أَوّلُ مَنزِلَةٍ مِن مَنازِل الآخِرَة فمَن نجَا منه فمَا بَعدَه أَيسَر) رواه البزار والحاكم والبيهقي. كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فيقال له قد تُذكَر عندَك الجَنّة والنار فلا تَبكي وتبكِي مِن هَذا؟
 
فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن القبر أول منازل الآخرة ، فإن نجى منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) رواه البزار.
فالقبرُ أوَّلُ مَنْـزِلةٍ منْ مَنازِلِ الآخِرةِ فقد رُوِيَ عَنِ الرَّسُولِ الأعْظَمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اَلقَبرُ إِمَّا رَوضةٌ منْ رِيَاضِ الْجنَّةِ أوْ حُفْرةٌ منْ حُفرِ النَّارِ).
 
يَـا مَن ْبدُنياهُ اشتَغَل *** وغرَّهُ طُولُ الأَمَل
الموْتُ يَأتِي بغتـةً *** والقبرُ صندوقُ الْعَمَل
 
فالمؤمنُ الكيِّسُ الفَطِنُ منْ عَمِلَ بِحدِيثِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (المؤمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ) تَنَبَّهَ لِلأهْوالِ فلمْ تُلْهِهِ الأموالُ وأدركَ المقصودَ فاستعَدَّ لحُفرةِ الدُّودِ.