إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺭﺟﺎﻻ ﻟﻨﺼﺮﺗﻪ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ، ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻳﺒﺬﻟﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﻣﺎ ﺧﺎﺑﻮﺍ، ﻓﻔﻲ ﻋﺰﻫﻢ ﻭﻓﻀﻠﻬﻢ ﻛﺘﺎﺏُ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻠﻰ [ﺑَﻞْ ﺃَﺣْﻴَﺎﺀٌ ﻋِﻨْﺪَ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻳُﺮْﺯَﻗُﻮﻥَ] {ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:169}، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺟﺪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻴﻦ، ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﺀ ﻗﺮﺓ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺀﺍﻟﻪ ﺍﻷﻃﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺟﺲ ﻭﺷﻴﻦ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ،
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ، ﻧﺴﺘﺬﻛﺮ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻡ، ﻣﺼﺎﺑﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ، ﺃﻟـﻢَّ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺣِﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﻟﻠﻪ ﻭﺭﻳﺤﺎﻧﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ، ﻓﻬﺬﺍ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺪﻋﻮ ﻗﻮﻣﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮﻫﻢ ﻭﺻﻼﺡ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ ﻭﺀﺍﺧﺮﺗﻬﻢ، ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻭﺗﺮْﻙِ ﺇﻻﺷﺮﺍﻙ ﺑﻪ ﺗﺴﻌﻤﺎﺋﺔ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻓﻴُﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﻳُﺸﺪﺥُ ﺭﺃﺳُﻪ ﺑﺎﻟﺼﺨﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻐﺸﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻦُ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻧﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺷﺨﺼﺎ، ﻭﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺮﻣﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺮﺩﺍ ﻭﺳﻼﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﺤﻴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳُﻘﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ، ﻭﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳُﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻤﻨﺸﺎﺭ، ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻳَﻜﻴﺪ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﺎﻏﻴﺔُ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻳﻨﻜِّﻞُ ﺑﻤﻦ ﺀﺍﻣﻦ ﺑﻪ، ﻭﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺻﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻟﻮﺍﺡ، [ﻭَﻣَﺎ ﻗَﺘَﻠُﻮﻩُ ﻭَﻣَﺎ ﺻَﻠَﺒُﻮﻩُ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﺷُﺒِّﻪَ ﻟَﻬُﻢْ] {ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:157}.
ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺀﺍﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳُﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻭﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺗﻠﻬﻮ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ، ﻓﻴﺪُﻟّـﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻼﺣﻬﻢ ﻭﺧﻼﺻﻬﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ:
” ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻔﻠﺤﻮﺍ” ﻓﻴُﺮﻣﻰ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻴﻞَ ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺗﻴﻦ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺀﺍﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ “ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻚ ﺳﺨﻂ ﻋﻠﻲَّ ﻓﻼ ﺃﺑﺎﻟﻲ “، ﻭﻳُﻘﺘﻞ ﺀﺍﻝُ ﻳﺎﺳﺮ ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻤﺤﻤﺪ، ﻭﺑﻼﻝ ﻳُﻀﺮﺏ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﻳُﻮﺿَﻊُ ﺍﻟﺼﺨﺮُ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ: ” ﺃﺣﺪ ﺃﺣﺪ” ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ” ﺃﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ” ﻓﻴﺠﻴﺒﻬﻢ ﺑﻘﻠﺐ ﺛﺎﺑﺖ: ” ﻟﻮ ﻛﻨﺖُ ﺃﻋﺮﻑُ ﻛﻠﻤﺔً ﺗﻐﻴﻈﻜﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻨﺖُ ﻗﻠﺘﻬﺎ ” ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻨﺰﻳﻬﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻭﺍﻟﺸﺒﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺜﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﺪ ﻭﺍﻟﻨﻈﻴﺮ، ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ، ﻭﺗُﺪَﻙ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﺗُﺴﻠَﺐ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ، ﻭﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺃﺣﺪ، ﻳُﻘﺘﻞ ﻋﻢُّ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﺪُ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺣﻤﺰﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺻﻴﺎﺩ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻳُﻘﺘﻠَﻊُ ﻛﺒﺪُﻩ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ.
ﻧﻌﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﺳﻨﺔُ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻪ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺃﻥّ ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﻖَّ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﻔِّﻪ ﻭﻣﻌﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺣﻘﺎ، ﻭﺇﻥ ﻇُﻠِﻢ ﻭﻗﺘﻞ، ﻭﺇﻥ ﻧُﻜﻞ ﺑﻪ ﻭﻟﻮ ﻗُﻄّﻊَ ﺃﺟﺰﺍﺀً ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺮﺍﺑﺢ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺃﻥّ ﻣَﻦ ﺟﺎﻧﺐَ ﺍﻟﺤﻖّ ﻭﻋﺎﺩﻯ ﺃﻫﻠَﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮ ﺍﻟﻤﺨﺬﻭﻝ، ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺎﺯ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺃﺣﺪ، ﻭﺍﻟﺤﻖُّ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰُ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭُ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃُﺣﺪ، ﺑﻞ ﺧﺴﺮ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﺃﻣﺮﻩ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻥ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﺇﻻ ﻟﻴﻄﻠﺐ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻓﻲ ﺃﻣﺔ ﺟﺪﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺃﺷﺮﺍ ﻭﻻ ﺑﻄﺮﺍ، ﻓﻘُﺘِﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻈﻠﻮﻣﺎ، ﻭﻣﻨﻌﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮِﺩَ ﺍﻟﻤﺎﺀَ ﻓﻴﻤﻦ ﻭﺭﺩ، ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺣﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ، ﻭﺳﺒَﻮﺍ ﺃﻫﻠَﻪ ﻭﻗﺘﻠُﻮﺍ ﺍﻟﻮﻟﺪ.
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦُ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦُ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣِﻦْ ﺣﺒِّﻪ ﻳُﻘﺒِّﻞُ ﺷﻔﺘﻴﻪ، ﻭﻳﺤﻤﻠُﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻴﻪ، ﻓﻠﻮ ﺭﺀﺍﻩ ﻣُﻠﻘًﻰ ﻋﻠﻰ ﺃَﺣَﺪِ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻑُ ﺗﺄﺧﺬُﻩ، ﻭﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺣﻮﺍﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺨﻴﻞ ﻗﺪ ﻭﻃﺌﺖ ﺻﺪﺭَﻩ، ﻭﻣﺸﺖ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﺩﻣﺎﺅﻩ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﻌﺪَ ﺩﻣﻮﻉِ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝُ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻌﺰَّ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻣﻠَﻚَ ﺍﻟﻘﻄﺮ (ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻄﺮ) ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ” ﻳﺎ ﺃﻡ ﺳﻠﻤﺔ ﺍﺣﻔﻈﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻻ ﻳﺪﺧﻞْ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﺣﺪ، ﻓﺠﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦُ ﻓﺎﻗﺘﺤﻢَ ﺍﻟﺒﺎﺏَ ﻭﺟﻌﻞَ ﻳﺘﻮﺛَّﺐُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳُﻘﺒِّﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠَﻚُ: ﺃﺗﺤﺒُّﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥّ ﺃﻣﺘﻚَ ﺳﺘﻘﺘﻠُﻪ ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖَ ﺃﺭﻳﺘُﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥَ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻘﺘﻞ ﻓﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻓﺠﺎﺀ ﺑﺘﺮﺍﺏ ﺃﺣﻤﺮ، ﻣﺪَّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚُ ﻳﺪَﻩ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺑﻼﺀ، ﻭﺃﺣﻀﺮ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﺑﻬﺎ، ﻓﺄﺭﺍﻩُ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﻡُّ ﺳﻠﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ، ﻓﺼﺮَّﺗْﻪ ﻓﻲ ﺻُﺮَّﺓٍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﺮﻙَ ﺑﺘﺮﺍﺏٍ ﻣﺴَّﻪ ﺍﻟﻤﻠَﻚُ.
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦُ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘُﺸﻬﺪَ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻻ ﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺣﺠﺮﺍ ﺇﻻ ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﺗﺤﺘﻪ ﺩﻣﺎ، ﻭﺑﻜﺖْ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔُ ﺑﻜﺎﺀ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ، ﻭﻟﻘﺪ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ:
ﻣﺴَﺢَ ﺍﻟﻨﺒﻲُّ ﺟﺒﻴﻨَﻪُ ﻓَﻠﻪُ ﺑﺮﻳﻖٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺨُﺪﻭﺩِ
ﺃﺑﻮﺍﻩُ ﻣﻦ ﻋَﻠْﻴَﺎ ﻗﺮﻳﺶٍ ﻭﺟﺪُّﻩُ ﺧﻴﺮُ ﺍﻟﺠــــﺪﻭﺩِ
ﻭﻟﻤﺎ ﻭُﺿِﻊَ ﺭﺃﺳُﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒُ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻳﺰﻳﺪ، ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﻳَﻨْﻜُﺖُ ﺑﻘﻀﻴﺐ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺛَﻐﺮﻩِ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑَﺮﺯﺓ ﺍﻷﺳﻠﻤﻲ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖُ ﺷﻔﺘَﻲْ ﺭﺳﻮﻝِ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﻳُﻘﺒِّﻠُﻬﻤﺎ، ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ.
ﻧﻌﻢ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ، ﻭﺧﺎﺏ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﻪ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ.
ﺃﻳﺮﺟﻮ ﻣﻌﺸﺮٌ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺣُﺴﻴﻨًﺎ ﺷﻔﺎﻋﺔَ ﺟﺪِّﻩ ﻳﻮﻡَ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏِ
ﻓﺎﻧﻄﻠﻖ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻭﻋﺮﻑ ﺗَﺨَﻠّﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ.
ﻭﺑﻌﺚَ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﻜﺘﻴﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻳﺘﻘﺪﻣﻬﻢ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺃﻭ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻓﺎﻟﺘﻘﻮﺍ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﺮﺑﻼﺀ ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﺛﻼﺙ:
ﺃ – ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ
ﺏ – ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺛﻐﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ ﻓﻴﻘﺎﺗﻞ ﻓﻴﻪ
ﺝ – ﺃﻭ ﻳﺘﺮﻛﻮﻩ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ .
ﻓﻮﺍﻓــــﻖ ﻋﻤــﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻳﺨﺒﺮ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﺃﻥ ﻻ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻭﻳﺒﺎﻳﻌﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻴﺒﺎﻳﻊ ﻳﺰﻳﺪﺍ، ﻭﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺷـِﻤْـﺮ ﺑﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺠَﻮﺷﻦ ﻗﺒﺤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻓﻌﻞ، ﻓﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺗﺒﺎﻃﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺍﺑﻦُ ﺯﻳﺎﺩ ﺷـِﻤْـﺮَ ﺑﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺠَﻮﺷﻦ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﺇﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺎﺗﻞ ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻗﺘﻠﻪ ﻭﻛﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻓﺘﺤﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺻﻒ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﺍﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺀﺍﺛﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺧﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺒﻪ، ﻓﺤﺎﺻﺮﻭﺍ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺣﺼﺎﺭﺍ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﺣﺘﻰ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻡ ﺗﻬﻴﺄ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻓﺎﺭﺳﺎ ﻭﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﺭﺍﺟﻼ، ﻭﺗﻬﻴﺄ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻭﻣﻌﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﻭﻗﺎﺗﻞ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻔﺎﻧﻮﺍ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻗﺘﻴﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺃﺧﺖ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺗﻨﻜﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻔُﺴﻄﺎﻁ ( ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ).
ﺛﻢ ﻗﺘﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺛﻢ ﻗﺘﻞ ﻋﻮﻥ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﻨﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ ﺛﻢ ﻗﺘﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺟﻌﻔﺮ ﺍﺑﻨﺎ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﺛﻢ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺘﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺟﻌﻔﺮ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻨﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﺧﻮﺓ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ.
ﻭﻣﻜﺚ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺇﻻ ﺭﺟﻊ ﻋﻨﻪ، ﺣﺘﻰ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻄﺶ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻓﻤﺎ ﻗﺪﺭ ﺑﻞ ﻣﺎﻧﻌﻮﻩ ﻋﻨﻪ ﻓﺨﻠﺺ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺑﻪ ﻣﻨﻪ، ﻓﺮﻣﺎﻩ ﺭﺟﻞ ﺑﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻨﻪ ﻓﺪﻋﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻣﺎﻩ ﻣﺎ ﻣﻜﺚ ﺇﻻ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺻﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻈﻤﺄ ﻓﺠﻌﻞ ﻻ ﻳﺮﻭﻯ ﻭﻳﺴﻘﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﺒﺮﺩﺍ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﺒﺮﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﺒﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺃﻫﻠﻜﻪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻳﺠﻮﻝ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻨﺎﻓﺮﻭﻥ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺪﻡ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺯُﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﺷُﺮَﻳْﻚ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻓﻀﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﻭﺿﺮﺑﻪ ﺀﺍﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻭﻃﻌﻨﻪ ﺳﻨﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﺎﻟﺮﻣﺢ ﻓﻮﻗﻊ ﻓﺘﻘﺪﻡ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻟﻴﻘﻄﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﺸُﻠﺖ ﻳﻤﻴﻨﻪ ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﺷـﻤـﺮ ﺑﻦ ﺫﻱ ﺍﻟﺠَﻮﺷﻦ ﻓﻔﺼﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻦ ﺟﺴﺪﻩ، ﻭﻗﻴﻞ ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﺔ ﺩﺍﺳﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭﺇﻳﺎﺑﺎ.
ﻭﻭُﺟِﺪ ﺑﺎﻟﺤﺴﻴــﻦ ﺣﻴﻦ ﻗُﺘـﻞ ﺛﻼﺙ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﻃﻌﻨﺔ ﻭﺃﺭﺑﻊ ﻭﺛﻼﺛﻮﻥ ﺿﺮﺑﺔ، ﻭﻫﻢّ ﺷـﻤـﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤُﺴﻴﻦ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﺮﻳﺾ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻨﻌﻮﻩ ﻋﻨﻪ.
ﻗُﺘﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﻧﻔﺴﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ .
ﺟﻌﻔﺮ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ( ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻠﻲ)، ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ) ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ( ﺑﻨﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ) ﻋﻮﻥ ﻭﻣﺤﻤﺪ ( ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺟﻌﻔﺮ )، ﺟﻌﻔﺮ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻭﻻﺩ ﻋﻘﻴﻞ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻭﻗﺘﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺧﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎﻋﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑُﻘْﻄُﺮ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﻗﺘﻞ ﺳﺘﺎ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻡ ﺳﻨﺔ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺭﺀﻭﺱ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ( ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻮﺭﺍ ﺳﺎﻃﻌﺎ ﻣﻦ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤُﺴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻃﻴﻮﺭﺍ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﺣﻮﻟﻪ ) ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺛﻢ ﺣﻤﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻳﺰﻳﺪ، ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﻳﻨﻜﺖ ﺑﻘﻀﻴﺐ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺛﻐﺮﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑَﺮﺯﺓ ﺍﻷﺳْﻠَﻤﻲ: ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺖ ﺷﻔﺘﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﻳﻘﺒﻠﻬﻤﺎ، ﺃﻻ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺠﻲﺀ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺷﻔﻴﻌﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺷﻔﻴﻌﻚ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻧﺴﺎﺋﻪ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﺤﻤﻠﻬﻢ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺑﻘﻮﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺘﺮﺓ ﺛﻢ ﺃﻭﺻﻠﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ.
ﻭﻭﺿﻊ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﻗﻴﻞ ﺛﻢ ﻧﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻗﻴﻞ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﻣﺎ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓﺪُﻓﻦَ ﻓﻲ ﻛﺮﺑﻼﺀ .
ﻫﺬﺍ ﻳﺰﻳﺪ ﺗﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﻘﺘﻠﺔ.
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺃﻥ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ: ﺃﺗﺮﺟﻮ ﺃﻣﺔٌ ﻗَﺘَﻠَﺖ ﺣُﺴﻴﻨـًﺎ ﺷﻔﺎﻋﺔَ ﺟَﺪّﻩِ ﻳﻮﻡَ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ. ﻓﺴﺄﻟﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻫﻬﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺒﻌﺚ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﺑﺜﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ.
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺃﺷﻌﺚ ﺃﻏﺒﺮ ﻣﻌﻪ ﻗﺎﺭﻭﺭﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻡ، ﻓﻘﻠﺖُ: ﺑﺄﺑﻲ ﻭﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ، ﻗﺎﻝ: ” ﻫﺬﺍ ﺩﻡ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻢ ﺃﺯﻝ ﺍﻟﺘﻘﻄُﻪ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ “.
ﻓﻜﺘﺒﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀﻫﻢ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻧﻪ ﻗُﺘﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ .
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﻣﺎﺕ ﻣﻴﺘﺔ ﺳﻮﺀ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻭﺃﺻﻴﺒﻮﺍ ﺑﻤﺮﺽ ﻭﻋﺎﻫﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻣﺎ ﻣﻜﺚ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﻴﺮﺍ ﺇﻻ ﻭﻗﻄﻌﺖ ﺭﺃﺳﻪ.
ﻭﻧﺘﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻦ ﺟﺪﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ” ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺼﺎﺏ ﺑﻤﺼﻴﺒﺔ ﻓﻴﺘﺬﻛﺮﻫﺎ ﻭﺇﻥ ﺗﻘﺎﺩﻡ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﻓﻴُﺤﺪِﺙُ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻋﺎ ﺇﻻ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮ ﻣﺜﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﺻﻴﺐ ﻣﻨﻬﺎ ” ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺼﻞ ﻟﻠﺤﺴﻴﻦ ﻓﻬﻮ ﺷﺒﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺘﻠﻪ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻠّﻂ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻠﻜﺎ ﺟﺒﺎﺭﺍ ﻛﺎﻓﺮﺍ ﻓﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺃﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ.
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﻻ ﻳﺼﺎﺏ ﻧﺒﻲ ﺑﻤﺼﻴﺒﺔ، ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻫﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻪ ﻭﻷﻋﺪﺍﺋﻪ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:ﻟِﻴُﺬْﻫِﺐَ ﻋَﻨﻜُﻢُ ﺍﻟﺮِّﺟْﺲَ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﺒَﻴْﺖِ ﻭَﻳُﻄَﻬِّﺮَﻛُﻢْ ﺗَﻄْﻬِﻴﺮﺍً.