إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
التراويح سميت بذلك لأن أهل مكة كانوا يصلون أربعًا ثم يطوفون بالكعبة ثم يصلون أربعًا ثم يطوفون بالكعبة، لأجل هذا سميت هذه الصلاة بصلاة التراويح لأنهم كانوا يستريحون بالطواف بعد كل أربع ركعات، إلى عشرين ركعة كانوا يصلون. وأما أهل المدينة فصاروا يصلون ستًا وثلاثين ركعة تعويضًا لما فاتهم من الطواف.
وأما من نوى التراويح وصلى ركعتين فهذا لا يسمى بالتراويح، اسم التراويح للعشرين فقط، أما هذا فيسمى قيام رمضان، كلٌ يسمى قيام رمضان، من صلى عشرين ركعة يقال له قيام رمضان ومن صلى ستًا أو ثمانية أو تسعًا يقال له قيام رمضان. لكن الشافعي قال: “ليس لقيام رمضان عددٌ وأحَبّ إليّ ما طال قيامه” معناه لو كان العدد قليلاً إن أطيلت القراءة عندي أفضل من العدد الكثير الذي ليس فيه طول قيام.كما في الحديث: “صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بركعة“رواه البخاري.