إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قال الله تبارك وتعالى:
﴿إِنَّ الصَّلوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ – سورة النساء
أحكام الصلاة: فصل في شرائط نيل ثواب الصلاة
على مذهب الإِمام الشافعي رضي الله عنه
– ذُكر في الفصل الأول شرائط وجوب الصلاة و شرائط صحتها، أما الشروط المذكورة في هذا الفصل فهي شرائطُ لنيل الثواب فلو لم تَحصُل صَحَّت الصلاة لكن بلا ثواب، وهي:
1. الإخلاص لله تعالى: أي أن يقصد بصلاته امتثالَ أمر الله لا أن يمدحه الناس ويُثنوا عليه، فإنه إن قصد مدح الناس له أو قصد مع طلب الأجر مدح الناس له فلا ثواب له وعليه إثم لأنه صلى مرائيًا أي لكي يمدحه الناس.
2. وأن يكون مأكله وملبوسه حلالا: فمن كان مأكله أو ملبوسه حرامًا فإنه لا ثواب له في صلاته مع كونها صحيحة أي مجزئة، أي إن أكل الشخصُ حرامًا أو شرب ثم صلى فور ما أكل أو شرب قبل أن ينهضم الطعام ففي هذه الحالة لا ثواب له في صلاته مع كونها صحيحة.
3. وأن يكون مكان صلاته حلالا: فمن صلى في مكانٍ اغتصبه من صاحبه فلا ثواب له في صلاته، أو دخل بيت شخص بدون رضاه وصلى فيه.
4. وأن يخشع لله قلبه ولو لحظة: فمن لم يخشع لله لحظة في صلاته فإنه يخرج منها بلا ثواب، قال الله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [1] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [2] ﴾ [سورة المؤمنون].