إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين ، وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
وبعد : فإن العلم بالله تعالى وصفاته أجلّ العلوم وأعلاها وأوجبها وأولاها ويسمى علم الأصول وعلم التوحيد وعلم العقيدة قال تعالى ” فاعْلَمْ أنَّهُ لآ إلٰه إلا اللهُ واستَغْفِرْ لِذَنبِكَ “سورة محمد.
ويسمى هذا العلم أيضاً مع أدلته العقلية والنقلية من الكتاب والسنة علم الكلام .
وقد اهتم العلماء الأفاضل بهذا العلم اهتماماً كبيراً، قال المحدث الفقيه الأصولي الزركشي في تشنيف المسامع : ” إن الأئمة انتدبوا للرد على أهل البدع والضلال، وقد صنَّف الشافعي كتاب
” القياس ” رد فيه على من قال بقِدم العالم من الملحدين، وأبو حنيفة كتاب “ الفقه الأكبر ” وكتاب ” العالم والمتعلم ” رد فيه على المخالفين، وكذلك مالك سئل عن مسائل هذا العلم فأجاب عنها بالطريق القويم، وكذلك الإمام أحمد ” اه‍ .
ومن جملة المعتنين بهذا العلم تأليفاً وتدريساً الإمام المحدث الفقيه الشيخ عبد الله العبدري فألف عدة كتب منها “ الصراط المستقيم ” وقد أقبل عليه طلبة العلم من المشرق إلى المغرب وقد لقي إقبالاً بالغاً من أهل العلم والمعرفة، وخصوصاً من طلبة العلم الشرعي.