إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:

   قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾ [سُورَةَ ءَالِ عِمْرَان/102].
 
   الدِّينُ الإِسْلامِىُّ: الدِّينُ الإِسْلامِىُّ هُوَ الدِّينُ الْحَقُّ الَّذِى تُؤَيِّدُهُ الْعُقُولُ السَّلِيمَةُ، الْمُنَاسِبُ لِكُلِّ زَمَانٍ، وَهُوَ دِينُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ مِنْ أَوَّلِهِمْ ءَادَمَ إِلَى ءَاخِرِهِمْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ، الَّذِينَ أَرْسَلَهُمُ اللَّهُ لِهِدَايَةِ النَّاسِ إِلَى الْخَيْرِ وَالصَّلاحِ، وَإِرْشَادِهِمْ إِلَى تَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّمَسُّكِ بِهَذَا الدِّينِ إِلَى ءَاخِرِ الْعُمُرِ.
 
   التَّقْوَى: تَقْوَى اللَّهِ تَكُونُ بِأَدَاءِ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى وَاجْتِنَابِ مَا حَرَّمَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ يَكُونُ تَقِيًّا، وَأَوَّلُ هَذِهِ الْوَاجِبَاتِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَةُ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ التَّصْدِيقِ بِذَلِكَ.
 
   النُّطْقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ: لا يَكُونُ الإِيْمَانُ مَقْبُولاً بِدُونِ النُّطْقِ بِالشَّهَادَتَيْنِ بِالنِّسْبَةِ لِلْكَافِرِ إِذَا أَرَادَ الدُّخُولَ فِى الإِسْلامِ، أَمَّا الْمُسْلِمُ فَيَجِبُ أَنْ يَنْطِقَ بِالشَّهَادَتَيْنِ فِى كُلِّ صَلاةٍ لِصِحَّةِ الصَّلاةِ. وَالشَّهَادَتَانِ هُمَا: (أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
 
   مَعْنَى الشَّهَادَتَيْنِ: وَمَعْنَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ: أَعْتَرِفُ بِلِسَانِي وَأَعْتَقِدُ بِقَلْبِى أَنْ لا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلاَّ اللَّهُ تَعَالَى.
 
   وَمَعْنَى شَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ: أَعْتَرِفُ بِلِسَانِى وَأُذْعِنُ بِقَلْبِى أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلَى كَافَّةِ الْعَالَمِينَ مِنْ إِنْسٍ وَجِنٍّ، صَادِقٌ فِى كُلِّ مَا يُبَلِّغُهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى لِيُؤْمِنُوا بِشَرِيعَتِهِ.
 
   الْمُرَادُ بِالشَّهَادَتَيْنِ: وَالْمُرَادُ بِالشَّهَادَتَيْنِ نَفْىُ الأُلُوهِيَّةِ عَمَّا سِوَى اللَّهِ وَإِثْبَاتُهَا لِلَّهِ تَعَالَى، مَعَ الإِقْرَارِ بِرِسَالَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
 
   قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَنْ لَّمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا﴾ [سُورَةَ الْفَتْح/13].