إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
ما الفرق بين القرءان والحديث القدسي؟
القرءان أُنزل للإعجاز، لإعجاز المعارضين أنزل، أي أنهم لا يستطيعون أن يأتوا بمثلِهِ من حيثُ الفصاحة ورقيُ المعاني، أما الحديثُ القدسي فلم يُنزَل لذلك، ثُمَّ القُرءان يُتعبدُ بتلاوتِهِ بتكرارِهِ أما الحديثُ القُدسيُ فلا، إذا كررَهُ إنسانٌ ليعلمَ غيرَهُ له ثواب وإذا كررَهُ ليحفظَهُ هو فله ثواب، أما أن يُكَرَّر كالقرءان فلا، القرءان يُكرَر للتعبُدِ بتلاوتِهِ كُلما خُتِمَ يُشرع العود إليه، إذا خُتم يُعاد إليه على الاتصال، كلما كُررَ يتجدّدُ الثواب ، أما الحديثُ القدسيُ فليسَ كذلك.
ثم إنَّ القرءان يحرُمُ قراءتُهُ على الجُنُبِ أما الحديثُ القُدسي فلا يحرم ولا يُكرَه، كذلكَ القرءانُ يُكره تحريماً لَمسُهُ مع الحَدث الأصغر أو الأكبر.
يحرمُ مَسُ القرءانِ مَع الحدث الأصغر أو الأكبر، بخلاف الحديث القدسي فلا يكره مَسُّهُ، ثم الحديثُ القدسي ما صُدِّر بقالَ الله تعالى أو يقولُ اللهُ تعالى أو نحوِ ذلك من العبارات ثم إن كان إسنادُهُ صحيحاً وجبَ العملُ به أما إن كان إسنادُهُ ضعيفاً فلا يجبُ العملُ به، هو من حيثُ الاحتجاجُ بهِ كالحديثِ النبوي الحديثُ النبوي إن صحَّ إسنادُهُ وجبَ العملُ بهِ وإن لم يصحَّ إسنادُه فلا يجب العمل به، كذلكَ الحديث القدسيّ فليس كما يظنُ كثيرٌ منَ الناس من أنَّ الحديثَ القُدسيَ كلّهُ ثابت صحيح فذلكَ غلط، كثير من الأحاديث القدسيّة صحيحة الأسانيد أسانيدُها صحيحة فيُحتَجُ بها يجب العمل بها، وكثير منها رُوِيَت بلا اسناد صحيح بل بإسناد ضعيف فلا يجب العملُ بها، ليس معنى الحديث القدسي أنه هو الحديث الذي صحَّ إسنادُه بل يُنظر في الإسناد فإن صحَّ الإسناد وجبَ العَملُ به وإلاّ فلا.