إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:

الرِّدَّةُ ثَلاثَةُ أَقْسَامٍ كَمَا قَسَّمَهَا الحَنَفِيَّة (1) وَالمَالِكِيَّة (2) وَالشَافِعِيَّة (3) وَغَيْرهمْ اعْتِقَادَاتٌ وَأَفْعَالٌ وَأَقْوَالٌ وَكُلُّ يَتَشَعَّبُ شُعَبًا كَثِيرَةً.
 
القسم الثاني من أقسام الردّة (أَفْعَالٌ) (4)
 
كَسُجُودٍ لصنم أَوْ شَمْسٍ أوْ قمر وكذَلِكَ السُّجُودُ لمخلوق ءاخرَ على وجهِ عبادتِه، أما السُّجود لإنسان تحيةً فإنهُ يَحرمُ في شَرعنا وكانَ جائزًا في شرع مَنْ سبقَ من الأنبياءِ كسجودِ الملائكةِ لآدمَ فإنَّه كانَ على وجهِ التَّحيةِ، أما السجودُ للصَّنم والشمس والقمر فهو كفرٌ مطلقًا وكذلكَ سجودُ بعضِ النَّاس الذين يتعلمونَ السحرَ للشيطان كفرٌ مطلقًا.
 
(1) ابنُ عابدينَ الحنَفِي في رَدِّ الـمحتَارِ عَلَى الدُّر الـمختار باب الردَّة 3 – 283.
(2) القاضي عياض وأبو عبد الله محمد أحمد عليش.
(3) النَّوَوِيُّ.
 
(4) كُفْرٌ فِعْلِىٌّ كَمَا يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِى سُورَةِ فُصِّلَتْ ﴿لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ﴾.