إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

أهل السنة والحمد لله من أيام الرسول إلى اليوم على هدى، ولا يزالون على هدى إلى يوم القيامة، لأن جمهور هذه الأمة الله تعالى وعد نبيهُ ان يحفظهم من الكفر، الجمهور لا يكفرون إلى يوم القيامة، جمهور هذه الأمّة على العقيدة الصحيحة، إن كانوا مقصرين في هذه العصور في الأعمال لكن من حيث العقيدة على هدى هذه علماؤها ضدُّ الوهابية، يدرسون ان الله موجودٌ بلا مكان بلا جهة ليس له اعضاء ليس له شكل ليس له هيئة لا هو ضوء ولا هو ظلام ولا هو شىء خفيف مثل الهواء، أو الملائكة ولا هو شىء ثقيل كالبشر والجمادات كالشجر والحجر، لا يشبه شيئًا منزهٌ عن الحدِّ، ليس له كمية، لأن كُلَّ شىءٍ له كمية مخلوق يحتاج إلى من جعله على تلك الكمية، هذا معنى إنَّ الله تعالى ليس محدودًا ليس معناه انه شىءٌ واسع، له مساحة كبيرة، لا، الله تعالى لا تجوز عليه المساحة، لا كبيرة ولا صغيرة، الذي يعتقد ان الله تعالى بقدر شكل الإنسان أو هو أصغر من الإنسان كالخردلة، والذي يعتقد ان الله بقدر العرش أو أوسع من العرش بما لا نهاية له كافر، كلٌّ كفار، إلا المسلم الذي لا يعتقد في الله حدًا وكمية.
 
على هذا كان الصحابة والتابعون، وأتباع التابعين إلى يومنا هذا إلاّ هذه الفرقة الشّرذمة التي شذت، وكان لهم امثال، ابن تيمية كان مثل هؤلاء الوهابية كان يعتقد ان الله بقدر العرش، أحيانًا يقول بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر وأحيانًا يقول أوسع من العرش كان متذبذبًا في العقيدة، وقبل ابن تيمية كان أناسٌ شذوا حتى إن منهم من قال في تفسير قول الله تعالى (كل شىء هالكٌ إلا وجهه)، قال وجه الله جسم كوجه الإنسان وغيره من الملائكة والدواب أي جزء كما أن الوجه جزء من الإنسان فهم فهمًا فاسدًا، قال كل شىء هالك إلا وجهه، العالم شىء والله شىء أي موجود إذًا كل الموجودات يفنى، العالم لا يبقى منه شىء أما الله تعالى يبقى منه هذا القدر، وما دونه يفنى، وهذا لأنه كان يعتقد بأن الله جسم كما تعتقد الوهابية، أما أهل الحق لا يعتقدون وجه الله معناه جزءًا لا، منهم من قال إلا ذات الله، ومنهم من قال إلا مُلْكَه، ومنهم من قال إلاَّ وجهه هنا ما يتقرب به إلى الله من العمل الصالح، كالصلاة والزكاة والحج وغير ذلك، قال الله تعالى (والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربِّك)، فلا تجعلوا للوهابية وزنا لأنهم سخفاء، ثم يقولون ابن تيمية شيخ الإسلام لأنهم أخذوا منه أشياء من الضلال كتشبيه الله تعالى بخلقه وبعض مسائل غير ذلك سموه شيخ الإسلام كما يسمون ابن عبد الوهاب شيخ الإسلام، مع انهم في مسئلة خالفوه ما هي؟
 
ابن تيمية عمل كتابًا يذكر فيه أشياء وردت عن الرسول من الأذكار ثم ادخل في ذلك الكتاب ما يقوله من خدرت رجله ما يقوله من أصابت رجله تشنُّج، مرضٌ في الرجل، يقال له خَدَر ليس هذا التنميل، ادخل هذا في كتابه، قال: عبد الله بن عمر رضي الله عنه خدرت رجلُهُ فقيل له اذكر أحب الناس إليك فقال يا محمّد، فكأنما نشِطَ من عِقال أي كأنما كان بعيرًا مربوطًا رجله ففُكَّ عنه الحبل، معناه قام فورًا تعافى فورًا.
 
ابن تيمية ذكر هذا في كتابه على انه شىءٌ حسنٌ، عملٌ حسن، عند الوهابية إذا واحد قال يا محمد حلَّ دمثهُ، يعتبرونه مشركًا وإن زاد على ذلك فقال يا محمد اغثني أو يا محمد المدد أو ادركني فهو اشد، هو عندهم شركٌ اشدُّ، هؤلاء اعداءُ السّلف مهما ادعوا انهم سلفية فإنهم ضدُّ السلف، السلف كالإمام مالك وأحمد ابن حنبل وأبي حنيفة والشافعي، الشافعي كان يذهب إلى قبر الإمام أبي حنيفة لما كان ببغداد يدعو الله ليستجيب الله دعاءه ببركة أبي حنيفة، عند الوهابية هذا شِرْك، الذهاب إلى قبر ولي للدعاء عنده عندهم شرك، لا هم مع السلف كالإمام أحمد وأبي حنيفة والشافعي ومالك ولا هم مع الخلف، والخلف هم الذين جاؤوا بعد ثلاثمائة من الهجرة لا مع أولئك المتقدمين ولا مع من بعدهم شاذون عن الجميع ومع هذا ليوهموا الناس انهم مع الصحابة يقولون نحن سلفية. اهـ
 
رحم الله من كتبه ومن نشره.