إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

بعض ما قيل في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
 
من قبلهـا طبتَ في الظلال وفي *** مستودع حيث يخصف الورق
 
ثم هبطـتَ البـلادَ لا بشـرٌ *** أنت ولا مضغـة ولا علـق
 
بل نطفة تركب السـفين وقـد *** ألجم نسـرًا وأهلـه الغـرق
 
تنقـل من صـالب إلى رحـم *** إذا مضـى عـالمٌ بداْ طبق
 
وأنت لمـا ولدت أشـرقت الأ *** رض [الأرض] وضـاءتْ بنوركَ الأفق
 
فنحن في ذلك الضياء وفي الن ـ *** ـور [النور] وسـبل الرشـادِ نخترق
 
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
 
قليلٌ لِمَدْحِ الْمُصْطَفَى الْخَطُّ بِالذَّهَبْ *** على وَرِقٍ مِن كَفِّ أَحْسَنِ مَنْ كَتَبْ
 
وأَنْ تَنْهَضَ الأَشْرَافُ عِنْدَ سَمَاعِـِه *** قِيَامًا صُفُوفًا أوْ جُثِيًّا عَلَى الرُّكَـــبْ
 
أمَا اللهُ تَعْظِيمًا لَهُ كَتَبَ اسْمَـهُ *** عَلَى عَرْشِهِ؟ يا رُتْبَةً سَمَتِ الرُّتَـبْ!
 
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
 
ألاَ يا رَسُولَ اللهِ، أنتَ وسيلتـــي *** إلى اللهِ إنْ ضاقتْ بما رُمْتُ حِيلتِـي
 
وأنتَ إذا ما حِرْتُ نُوري وحُجَّتِي *** وأنت إلى التقوَى إمامي وقِبلتـي
 
وأنت نبيٌّ، باتِّبَاعك أَهتدي *** ومِلَّتُكَ الزَّهْراءُ دِينِي ومِلَّتِـــي
 
وأنتَ نَصِيرِي فِي خُطُوبٍ تتابَـعَـتْ *** عليَّ، وذُخْرِي عندَ فَقْرِي وشِدَّتِي
 
وأنتَ الذي أرْجُوه يَومَ نُشُورِنــا *** يُرَوِّي الصَّدَى مِنِّي وَيَنْقَعُ غُلَّتِــي
 
وكُنْ ليَ فِي ذا اليومِ ثُمَّتَ في غَـــدٍ *** شَفِيعًا إلى الرَّحْمنِ فِي مَحْوِ زَلَّتِي
 
أيَا ابْنَ الْكِرَامِ الغُرِّ مِنْ ءالِ هاشِمٍ *** بِمَبْعَثِكَ الغَمَّاءُ عَنَّا تَجَلَّـتِ
 
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
 
محمد أشرف الأعراب والعجم *** محمد خير من يمشي على قدم
 
محمد باسط المعروف جامعه *** محمد صاحب الإحسان والكرم
 
محمد تاج رسل الله قاطبة *** محمد صادق الأقوال والكلم
 
محمد خير خلق الله من مضر *** محمد خير رسل الله كلهم
 
محمد زينة الدنيا وبهجتها *** محمد كاشف الغمات والظلم
 
محمد طابت الدنيا ببعثته *** محمد جاء بالآيات والحكم
 
محمد قائم لله ذو همم *** محمد خاتم للرسل كلهم
 
الصلاة والسلام عليك يا رسول الله
 
أرى كل مدح في النبي مقصَّرا *** وإن بالغ المثنى عليـه وأكثـرا
 
إذا الله أثنى في الكتاب المنـزل *** عليه فما مقدار ما يمدح الـورى