إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
الحمدُ لله ربِ العالـمين لهُ النِعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَن صَلَوَاتُ اللهِ البَرّ الرَّحيم والـملائِكَةِ الـمقرَّبينَ عَلَى سَيِدِنَا مُحَمَّدٍ أشْرَفِ الـمرسَلِين وحَبِيبِ رَبّ العَالـمين وعلى جميعِ إخوانِهِ مِنَ النَّبِيينَ والـمرسَلِين وَءَالِ كُلٍ والصَّالِحين وسلامُ اللهِ عليهم أجمعين، أمّا بعد فقد قال العلامة الشيخ محمد المكي بن عزوز التونسي المالكي في كتابه عقيدة التوحيد الكبرى في عقائد أهل السنة والجماعة (سئل سائل هل يقال الله كائن في كل مكان)؟ فأجاب رحمه الله (لا يقال لأنه صورة القول بالحلول والاتحاد وهو كفر). انتهى
سئل سائل (من هم الملائكة وما وظيفتهم)؟ فأجاب رحمه الله (عباد الله مطيعون عابدون معصومون وهم أجرام من نور لا إناث ولا ذكور وقد يتشكلون بشكل الآدمي عند الحاجة، منهم الأربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل). انتهى
فتسمية الشيخ محمد المكي بن عزوز لملك الموت عزرائيل أمر تنكره الوهابية مع أن أبا حيان الاندلسي في النهر الماد والحافظ البيهقي في البعث والنشور والقاضي عياض في كتاب الشفا نقلوا الإجماع على أن اسم ملك الموت عزرائيل عليه السلام.
وقد ورد في الحديث الذي رواه البيهقي أن اسم ملك الموت عزرئيل كما جاء في حديث الصور أن اسم ملك الموت عزرئيل كما جاء بكتاب الطوالات للطبراني أن اسم ملك الموت عزرئيل، وقد أجمع المفسرون أن الملك الذي ذكر في القرءان في قوله تعالى (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) هو عزرائيل، فقد نَقل الإجماعَ على أنَّ اسمَ مَلَكِ الموت عَزْرائيلُ علَيه السلامُ أبو حَيَّانَ الأندلسيُ في النهر المادّ والحافظُ البيهقيُ في البَعْث والنُّشُور والقاضي عياض في كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى، وقد وَرَد أنَّ اسمَ مَلَكِ الموت عَزْرائيلُ في حَديثٍ رواه الحافظ الطبرانيُ في الطِّوَالات والحافظ البيهقيُ في حديث الصُّور.
وفي الجامع لأحكام القرءان للإمام القرطبي في تفسير سورة السجدة الآية 11 ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَلَكَ المَوْتِ الذِي وُكِّلَ بَكُمْ ثُمَّ إلَى رَبِّكُم تُرْجَعُونَ﴾، ما نَصُّه (قولُه تعالى ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَلَكَ المَوْتِ﴾ لَمَّا ذَكَرَ استِبْعادَهُم للبَعث ذَكَرَ تَوَفِّيْهِم وأنّه يُعِيدُهم، وقال يقال تَوَفَّاهُ اللهُ أي اسْتَوْفَى رُوْحَه ثُم قَبَضَه، وَتَوَفَّيْتُ مَالي مِن فُلانٍ أي اسْتَوْفَيْتُهُ، ﴿مَلَكَ المَوْتِ﴾ واسْمُهُ عَزْرائيلُ وَمَعْناهُ عَبْدُ اللهِ كَمَا تَقَدَّمَ في (البَقَرة) وَتَصَرُّفُه كُلُّه بأمْرِ اللهِ تَعالى وَبِخَلْقِهِ واخْتِراعِهِ). اهـ
وفي الدُّرّ المَنْثُور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي في تفسير سورة السجدة ما نَصُّه (وأَخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنْيا وأبو الشَّيْخِ فِي العَظَمَة عَن أشْعَثَ بنِ شُعَيْبٍ رَضِي الله عنه قالَ سَأَلَ إبراهيمُ عَلَيه السلامُ مَلَكَ الموتِ واسمُهُ عَزْرائيلُ). اهـ
وفي فيض القدير شرح الجامع الصغير، للإمامِ المنَاوِي في الجزء الثالث، تابع حرف الهمزة ما نَصُّه (ومِنْ أكابِرِ المَلائِكَةِ إسْرافِيلُ وعَزْرائيلُ علَيهِما السلامُ والأخبارُ كَثِيرَةٌ دَلَّتْ عَلَيْهِما وَثَبَتَ أنَّ عَزْرائيلُ علَيه السلامُ مَلكُ المَوت). انتهى
وفي شرح جوهرة التوحيد لإبراهيم الباجُوري ص88:
وَوَاجِبٌ إيمانُنَا بالموتِ *** ويَقْبِضُ الرُّوْحَ رَسُولُ الموتِ
ويَقْبِضُ الرُّوحَ رَسُولُ المَوْتِ أيْ يُخْرِجُها مِن مَقَرِّها المَلَكُ المُوكَلُ بالمَوْتِ وهو عَزْرائيلُ عليه السلام. اهـ
وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.
(1) هو أبو عبد الله محمد المكي بن مصطفى بن محمد بن عزوز الشريف البرجي النفطي المالكي، ولد بمدينة نفطة بتونس يوم خمسة عشر من شهر رمضان سنة 1270 هـ وتوفّي سنة 1334 هـ، قال عنه الكتاني في فهرس الفهارس 3 – 856 (كان مُسند أفريقية ونادرتها لم نر ولم نسمع فيها بأكثر اعتناء منه بالرواية والإسناد والإتقان والمعرفة ومزيد تبحر في بقية العلوم).