إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
اعْلَم رَحِمَك الله بِتَوفِقيهِ أنَّ كثيرًا مِن العُلماء صَرَّحَ بِجَواز الاحتفال بمَولِد النبيّ صلى الله عليه وسلم،
فمِن المالكية:
الحافظ ابن دِحية، القاضي أحمد العَزَفي مِن تلاميذ الحافظ ابن العربي، القاضي محمد بن أحمد اللخمي، الشيخ ابن عاشِر، الشيخ محمد البناني، الشيخ الدسوقي، الشيخ الصاوي، الشيخ محمد علّيش وغيرهم.
ومِن الشافعية:
الإمام أبو شامة المقدسي، الحافظ النووي، الإمام تقي الدين السبكي، القاضي عبد الوهاب صاحب طبقات الشافعية، الحافظ ابن ناصر الدمشقي، الحافظ عبد الرحيم العراقي، الحافظ ابن حجر العسقلاني، الإمام السخاوي الحافظ السيوطي وغيرهم.
ومِن الحنابِلة:
الحافظ ابن الجوزي، الحافظ ابن رجب، الإمام البُرْزُلي وغيرهم كثير.
ونقول:
الْمَوْلِدُ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ، ولا يُقالُ عَنْهُ لوْ كانَ خَيْرًا لَدَلَّ الرَّسُولُ أُمَّتَهُ عليهِ، فَجَمْعُ الْمُصْحَفِ وَنَقْطُهُ وتَشْكيلُهُ عَمَلُ خَيرٍ مَعَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم ما نَصَّ عليهِ ولا عَمِلَهُ.
فَهُؤلاءِ الَّذينَ يَمْنَعُونَ عَمَلَ الْمَوْلِدِ بِدَعْوَى أنَّهُ لَوْ كانَ خَيْرًا لَدَلَّنا الرَّسولُ عليهِ وَهُم أَنْفُسُهُم يَشْتَغِلُونَ في تَشْكيلِ الْمُصْحَفِ وَتَنْقيطِهِ يَقَعونَ في أَحَدِ أمْرَيْنِ:
فَإِمَّا أنْ يَقولُوا إِنَّ نَقْطَ الْمُصْحَفِ وتَشْكيلَهُ لَيْسَ عَمَلَ خَيْرٍ لأنَّ الرَّسولَ ما فَعَلَهُ وَلَمْ يَدُلَّ الأُمَّةَ عليهِ وَمَعَ ذَلِكَ نَحْنُ نَعْمَلُهُ، وإِمَّا أنْ يَقولُوا إنَّ نَقْطَ الْمُصْحَفِ وتَشْكيلَهُ عَمَلُ خيرٍ لَو لَمْ يَفْعَلْهُ الرَّسولُ وَلَمْ يَدُلَّ الأُمَّةَ عليهِ لِذَلِكَ نَحْنُ نَعْمَلُهُ، وَفي كِلا الْحالَيْنِ نَاقَضُوا أَنْفُسَهُم.