إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ وألِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ و الصالحينَ.
وَرَدَ في الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّ جِبْرِيلَ في لَيْلَةِ الْمِعْرَاجِ أَتَى الرَّسُولَ بِكَأسٍ مِنْ خَمْرٍ وَكَأسٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَارَ اللَّبَنَ، فَقالَ لَهُ (اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ) أَيِ اخْتَرْتَ الدِّينَ، وَهَذِهِ الْخَمْرُ كَانَتْ مِنْ خَمْرِ الْجَنَّةِ لَيْسَتْ مِنْ خَمْرِ الْدُّنْيَا الْمُسْكِرَةُ.
فَالْجَاهِلُ الَّذِي يَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الْخَمْرُ كَانَتْ مِنْ خَمْرِ الدُّنْيا الْمُسْكِرِ وَأَنَّ الرَّسُولَ كَانَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَخْتَارَهَا فَهَذَا كُفْرٌ، أمَّا إِنْ قَالَ هَذَا لإظْهَارِ أَنَّ الرَّسُولَ لا يَخْتَارُ الْحَرَامَ فَلا يَكْفُرُ لكِنَّهُ غَلَطٌ.
والقاعدة أن كل عقد أو فعل أو قول يدل على استخفاف بالله أو كتبه أو رسله أو ملائكته أو شعائره أو معالم دينه أو أحكامه أو وعده أو وعيده هو كفر فليحذر الإنسان من ذلك جهده.
واعلم يا أخي المسلم أنه يجب على من وقعت منه ردة العود فوراً إلى الإسلام بالنطق بالشهادتين والإقلاع عما وقعت به الردة ويجب عليه الندم على ما صدر منه والعزم على أن لا يعود لمثله.
واعلم يا أخي أنه لا ينفعه استغفار ولا غير ذلك قبل النطق بالشهادتين: وهما أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله وإلا انطبقت عليه أحكام المرتدين المذكورة في كتب الفقهاء.
نسأل الله الثبات على الإيمان.