إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:

اعلم رحمك الله أن صلة الرحم وإغاثة الملهوف والصدقه كلٌ يحتاج إلى نية ليكون فيه ثواب وهذا معنى ما ورد في الحديث الصحيح (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) وفي الحديث الصحيح الآخر (إنك ما أنفقت من نفقة تبتغي بها وجه الله حتى اللقمة تضعها في في امرأتك إلا أجرت عليها).

 

أما ما ورد في الحديث (أسلمت على ما أسلفت) رواه مسلم والطبراني، فهذا قال بعضهم للكافر الأصلي إذا أسلم يثابُ على ما كان فعله قبل إسلامه من نحو صلة الرحم وإغاثة الملهوف والصدقه لكن الاحتياط أن لا يعتقد هذا لأنه يخالف الحديث الآخر الصحيح (وأما الكافر فيطعم بحسناته فى الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له منها نصيب).

 

ويفسر حديث (أسلمت على ما أسلفت) رواه مسلم والطبراني، أنك بعد إسلامك ما تعمله بنية صحيحة بعد إسلامك مما كنت تعودت عمله من الخير كصلة الرحم وإغاثة الملهوف والصدقة الآن بعد إسلامك تثاب عليه.