إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (أنتَ ومالُكَ لأبيكَ) رواه الطبراني والبزار وأبو داود والبيهقي، ليسَ معناهُ الأب الغَنيّ يَأخُذ مِن مالِ ابنِه بدُونِ رِضاه.
أنه يجب عليك أن تخدِمه ببدنِك وبمالك، أن تحسن إليه ببدنك وبمالك، إن احتاج الأمر إلى خدمة بدنية يجب على الولد أن يخدِمه، إذا مرض يجب عليه أن يتعاهده، وأما المال فإنّه ملزم بنفقته، حتى لو كان الأب يستطيع أن يعمل ويكفيَ نفسَه لكنه لم يفعل (وكان بحاجة) يجب على الولد أن يكفيَه النفقة منْ كِسوةٍ ومَطعَمٍ ومَشْرَب ومَسكن، وإن طلبَ الأبُ شيئًا زائدًا فعلى قولِ بعضِ العلماءِ كذلكَ يجبُ عليه أن يُعطِيَه لكن ليس إلى حدِّ الإسرافِ، وإن كان الولدُ لا يدفَعُ الأبُ له أنْ يأخذَ بنفسِه، ومثلُ الأبِ الأمُّ في ذلك، هذا ظاهرُ الحديث.
ومثلُ هذا التّفصِيل الأخيرِ مذكورٌ في تُحفةِ الأحْوَذيّ.
والحمد لله رب العالمين والعزة للإسلام والله تعالى أعلم وأحكم.