إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

حديث (إذَا أكَلَ أحَدُكُم طَعَامًا فَلْيَقُل اللهُمَّ بَارِكْ لنَا فيهِ وأَبدِلنَا خَيرًا مِنهُ وإذا شرِبَ لبَنًا فَلْيَقُل اللّهُمَّ بَاركْ لنَا فيهِ وَزِدْنَا مِنهُ فإنَّه ليسَ بشَىءٍ يُجْزِئ مِنَ الطّعَام والشّرَابِ إلا اللّبَن) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والبيهقي.
 
قوله عليه الصلاة والسّلام (بارِك) من البركة وهي زيادةُ الخَير ودَوامُه.
قوله عليه الصلاة والسّلام (أبدِلْنا) مِن طَعام الجنّة أو أعَمّ فيَشمَلُ خَيرَ الدّارَين.
قوله عليه الصلاة والسّلام (اللَّبن) يعني لا يَكفِي في دَفع العطَشِ والجُوع مَعًا شَىءٌ واحِدٌ إلا هو، لأنّه وإن كانَ بَسِيطًا في الحِسِّ لكنّه مُركَّبٌ مِن أصْلِ الخِلقة تَركيبًا طَبِيعِيّا مِن جَواهِرَ ثَلاثٍ جُبنِيّة وسَمنِيّة ومَائيّة.