إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم (إنّ خَيْرَكُنَّ مَنْ يَسْأَلْنَ عَمّا يَعنِيْهِنّ) رواه الدّارميّ.
امرأةٌ سأَلَت رسولَ الله هل على الـمرأةِ مِن غُسْلٍ إذا هيَ احْتَلـمت، فقال (نَعَم إذَا رأَتِ الـماء) فاستَغربَت امرأةٌ مِن أزواج الرّسول هذا السؤالَ قالت فضَحْتِ النّساءَ، فقال عليه السلام (إنّ خَيرَكُنّ مَن يَسْأَلْنَ عَمّا يَعْنِيْهِنّ) معناه أفضَلُ النّساءِ الّلاتي يَسْألنَ عَمّا يَهمّهُنّ مِن أُمُورِ الدّين، معناهُ لا يَنبَغي الاستحياءُ مِن السّؤال الـمهمّ.
عن أنَسٍ قال دخَلَتْ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلـم أمُّ سُلَيم وعندَه أمُّ سلـمة فقالت الـمرأةُ ترَى في مَنامِها ما يرَى الرّجُلُ، فقَالَت أمُّ سلـمة تَرِبَت يَدَاكِ يا أُمَّ سُلَيم فَضَحْتِ النّساءَ، فقال النبي صلى الله عليه وسلـم مُنتَصِرًا لأمّ سُلَيم (بلْ أَنتِ تَرِبَتْ يدَاكِ، إنّ خَيرَكُنَّ التي تَسأَلُ عَمّا يَعْنِيْها، إذَا رأَتِ الـماءَ فَلْتَغْتَسِل)، قالَت أمُّ سلـمة ولِلنّساءِ مَاءٌ يا رسولَ الله، قال (نعَم) رواه أبو عوانة في مسنده والدارمي في سننه.