إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

عجائب الشفاء بالحبة السوداء
 
قال الله تعالى ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ سورة النجم، وقال تعالى في سورة النساء ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)﴾ صَدَقَ اللهُ العظيم.
إنّها قَبَسَاتٌ نورانية وإشراقاتُ خَيْرٍ من هُدَى الطبّ النّبويّ الشّريف تزيد المؤمن إيمانًا، وتشهد بصدق نبيّنا محمّد ﷺ.
 
يقول الرسول الأعظم ﷺ (إنّ في الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ) رواه البخاري ومسلم، ومعناه أنها شفاء من أكثر الأمراض إلا السام أي الموت فليس له دواء.
 
ثم إن الله تعالى هو خالق المنافع والمضارّ كلها، فلا خالق إلا الله، ولقد جعل الله تعالى في بعض مخلوقاته كما في النبات من الأسرار العجيبة ما لم يجعله في غيرها، ومن أعظم هذه الحبوب حبّة البركة التي هي بتركيباتها الكيميائية ذات قيمة غذائية عالية حيث تحوي على العديد من المواد العضوية والمعدنية وأهمها البروتين والمواد الكربوهيدرانية والدهون النباتية (الزيوت العطرية، زيت حبّة البركة).
 
فوائد حبّة البركة الصحيّة:
ومما ذكره الأطباء القدماء في فوائد الحبّة السوداء الطبية أنّها تقطع البلغم وتحلل الرياح الغليظة، وإنّها مفتحة للسدد وتذهب النفخ وأوجاع الصدر والسعال والزكام، وتقضي على البواسير، وهي أيضًا دواء وعلاج فعال في القضاء على الديدان الموجودة داخل المعدة، والبهق والبرص (وهي أمراض جلدية)، وذكروا أيضًا أن لها فوائد وخواصًّا عديدة في علاج الأورام والحميات، والقروح، وأمراض أعضاء الرأس وأعضاء جهاز التنفس، والفالج، وتستخدم الحبّة السوداء كعلاج في حالات عسر البول وأوجاع الرأس المزمنة وكذا تنفع من أوجاع الأسنان إذا تمضمض المريض بماء طبيخها، وتنفع كعلاج من قروح الرأس طليًا إذا سحقت وعجنت بماء الورد، وهي تذيب الحصاة في الكليتين والمثانة إن دقت وعجنت بالعسل وشربت بالماء الحار، وهي تدر البول والحيض واللبن (حليب المرأة) إذا أديم شربها أيامًا، وتشفي أيضًا من الزكام البارد.
وقد ذكر الطبيب المشهور الأنطاكي في كتابه التذكرة أن الحبّة السوداء تقطع شآفة البلغم والقُولنج (وهو احتباس الريح أو الغائط) والرياح الغليظة وأوجاع الصدر والسعال وضيق النفس والغثيان وفساد الأطعمة والاستسقاء واليرقان والطحال، وأن استعمالها مع غيرها يفيد في تفتيت الحصى وإدرار البول، ومع نقعها مع الخل وأخذها سعوطًا (دواء يصب في الأنف) تنقي الرأس من غالب الصداع والأوجاع والشقيقة والزكام والعطاس وكذا التبخر بها.
 
الاستعمالات الطبّية الحديثة للحبّة السوداء:
تستعمل الحبّة السوداء في العصر الحديث في علاجات طبّية فعالة وكثيرة في جسم الإنسان سواء استعملت مفردة أو استعمل زيتها أو استعملت الحبّة السوداء مركبة مع غيرها كالعسل والخل وزيت الزيتون وغير ذلك، يعرف ذلك خبراء هذه الصناعة والأطباء المتخصصون الذين يعالجون بالأعشاب الطبية، وقد أخذت الصناعة الطبّية الحديثة تستعمل الحبّة السوداء وتدخلها في الأدوية الحديثة، ومنها على شكل كبسولات للتناول عن طريق الفم نظرًا لأهميتها في العلاج والشفاء لكثير من الأمراض.
 
الحبّةُ السوداء والأمراض الجلدية:
استعمل خبراء الأعشاب الطبية والأطباء المتخصصون الحبّة السوداء في علاج كثير من الأمراض الجلدية الشائعة في هذا العصر مثل الثعلبة والثآليل الدهنية وغير ذلك من أمراض الزوائد الجلدية، كما استعملت الحبّة السوداء في علاجات الجرب ومن حشرة القمل التي تعتبر أمراضًا مؤذية معدية بمشيئة الله، وكذلك في علاج الفطريات بأنواعها.
 
خاتمة:
هذه بعض علاجات الحبة السوداء (حبة البركة) الحبة التي خلقها الله تبارك وتعالى وجعل فيها هذا السرّ العظيم في الشفاء من كثير من الأمراض، وكُتِبَ عنها الكثير من الأبحاث الطبية في الشفاء من الأمراض، وقد أخبر الرسول الأعظم ﷺ ومنذ ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة وبوحي من الله تبارك وتعالى أن الحبة السوداء تشفي من كثير من الأمراض، وجاءت الوقائع والحوادث لتؤكد صدق نبيّنا عليه الصلاة والسلام فيما أخبر به وأنه ﷺ رسول ربّ العالمين، صادقٌ في كل ما أخبر به عن الله تعالى.
 
والله تعالى أعلم وأحكم.