إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
يجوز أن يقال في الله تعالى إنه رفيق بمعنى رحيم، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (إن الله رفيق يحِب الرفق في الأمر كلِّه) رواه البخاري في صحيحه.
الرسول يقول هذا من باب الوصف، يصف الله بأنه رفيق ولا يقول هذا من باب تسمية الله بالرفيق فلا يقال إن الرفيق اسم من أسماء الله، فلا يصح أن يسمي الشخص ابنه عبد الرفيق مثلا، الرفيق ليس اسما من أسماء الله حتى يصح أن يسمي الرجل مولوده عبد الرفيق.
يقول الله تباركَ وتعالى (وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادْعُوهُ بها وذَرُوا الذينَ يُلحِدُونَ في أسمائِه) سورة الأعراف 180.
قالَ الإمامُ أبو منصورٍ البَغدادِيّ (لا مجَالَ للقِياسِ في أسماءِ اللهِ وإنّمَا يُراعَى فيها الشّرعُ والتّوقيفُ) ذكَر ذلكَ في كتابِه تفسيرُ الأسماءِ والصِّفات، أي ما وردَ بهِ النّصُّ القُرءانيُّ أو الحَدِيثيُّ الثّابت نُسمّيه بهِ، وما أجمَعتِ الأمّةُ على جوازِ تَسميةِ اللهِ به كإطلاقِ القَديمِ على اللهِ بمعنى الأزليّ يجوزُ إطلاقُه علَيه وما لا فَلا.