إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قَال رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الصِّيام والقُرءانُ يَشفَعَانِ للعَبد يومَ القيامَةِ يَقُولُ الصِّيامُ أي رَبِّ إنّي مَنَعتُه الطّعامَ والشّهواتِ بالنَّهار فشفِّعني فيهِ ويقولُ القُرءانُ ربِّ مَنَعْتُه النّومَ بالليل فشفِّعني فيه فيُشفَّعَانِ) رواه أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي.
قَولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَشْفَعان) قالَ المناويّ وهَذا القَولُ يَحتَمِلُ أنّه حَقِيقَة بأنْ يُجسّدَ ثَوابُهما ويَخلُق الله فيهِ النُّطقَ واللهُ على كُلّ شَىءٍ قَدير، ويَحتَمِلُ أنّه يُوكّل مَلَكًا يَقولُ عنهما، ويحتَمِلُ أنّه على ضَربٍ مِنَ المجَاز والتّمثِيل.