إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
أخرج البزار في حديث (القاتل والمقتول في النار) زيادة تبين المراد وهي (إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل والمقتول في النّار) ويؤيّده ما أخرجه مسلم بلفظ (لا تذهب الدنيا حتّى يأتيَ على النّاس زمانٌ لا يدري القاتل فيمَ قتَل، ولا المقتولُ فيم قُتل، فقيل كيف يكون ذلك؟ قال الهرْج، القاتل والمقتول في النّار).
قال القرطبي (فبيّن هذا الحديث أنّ القتال إذا كان على جهل من طلب الدنيا، أو اتّباع الهوى، فهو الّذي أريد بقوله (القاتل والمقتول في النّار)).
(13-34 من فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني كتاب الفتن).