إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال (دعواتُ المكروب اللهمّ رحمتَك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفةَ عَيْن، وأصلحْ لي شأني كلَّه، لا إلهَ إلاّ أنت) رواه البخاري وأحمد وابن حبّان.
268 من مختصر سلاح الـمؤمن للحافظ الذهبي الـمُتوفّى 748 هجرية.
 
ولزيادة الفائدة نقول:
 
قال الله تعالى (فلا تضربوا لله الأمثال)، هذه الآية معناها أنه لايجوز أن يوصف الله تعالى بصفات الخلق فمن وصفه بالجلوس أو القعود أو الاستقرار أو الكون في مكان فقد ضرب له الأمثال ومن ضرب لله الأمثال لا يكون عارفا بربه ولا تصح عبادته له.
 
قال الامام أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة (مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك) رواه عن الامام أحمد الامام أبو الفضل التميمي.
 
العرشُ الكريم له كَميَّة [أعظَمُ كَميَّة في المخلوقات] يَحتَاجُ إلى مَنْ أَوْجَدَهُ على ذلِكَ الحَدِّ الذي هو علَيهِ ولا يَصِحُّ في العَقْلِ أنْ يكون هو خَلَقَ نفسَهُ، وكذَلك ما بَينَ الذَّرة والعَرش يحتاج إلى مَنْ أوجَدَهُ على الكَميَّةِ التي هو عليها، فمُوجِدُ هذهِ العَوالِم يجبُ عَقْلاً أنْ يكون ليسَ شيئًا لهُ كَمِيَّة، لأنهُ لو كانَ له كَميَّة لاحْتاجَ إلى مَنْ جَعلَهُ على هذهِ الكَميَّة وهذا لا يَرْتابُ فيه ذو عَقْلٍ صحيح.