إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
في مستدرك الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى (المتحابون بجلالي أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).
هذا الحديث حديث صحيح رواه الإمام مالك في الموطأ ورواه الحاكم في المستدرك، فيه الترغيب في التحاب أي في أن يتحاب المسلمون بعضهم بعضا، وفيه بشارة عظيمة للمتحابين في الله بأنهم يكونون يوم القيامة في ظل العرش، ذلك اليوم لا يوجد ظل إلا ظل الله أي ظل العرش.
الله تبارك وتعالى تشريفا للعرش ولظله قال (ظلي) وأما الله تبارك وتعالى ذاته ليس كسائر الذوات، ليس جسما لطيفا ولا جسما كثيفا ،هو خلق الجسم اللطيف وخلق الجسم الكثيف، فتبين أن معنى قوله تعالى في هذا الحديث القدسي (ظلي) أي الظل الذي خلقته أنا وشرفته وكرمته لأن العرش لم يعص الله تبارك وتعالى فيه، إنما الملائكة الذين لا يحصي عددهم إلا الله حافون من حوله يسبحون بحمد ربهم، ثم العرش هو أعظم المخلوقات من حيث المساحة لم يخلق الله خلقا أعظم منه.
وورد في الحديث الصحيح (سبعةٌ يظلُّهم اللهُ يوم القيامةِ في ظلِّ العرش يومَ لا ظلَّ إلا ظلهُ).
اللهمَّ اجعلْنا من هؤلاء المتحابّينَ فيكَ المتزاورينَ فيك المُتناصحينَ فيك المتواصلينَ فيك.
اللهمَّ ربّنا أحينا على السُّنة وأمِتنا عليها وابْعَثْنا عليها بسرِّ الفاتحة.