إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

قَالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَعلَّمُوا القُرءانَ واقرَأُوه وارْقُدوا فإنَّ مَثَلَ القُرءانِ لمن تَعلَّمه فقَرأَه وقَامَ بهِ كمَثَلِ جِرَابٍ مَحشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ رِيحُه في كلِّ مَكَانٍ ومَثَلُ مَن تعَلَّمَهُ فيَرقُدُ وهوَ في جَوفِه كمَثَلِ جِرَابٍ أُوكىءَ على مِسْكٍ) رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان.
 
وَمَعْنَى قَوْلِهِ (وَارْقُدُوا) أيِ اجْعَلُوَا ءاخِرَ عَمَلِكُمْ بِاللَّيْلِ قِرَاءَةَ شَىْءٍ مِنْهُ قَبْلَ النَّوْمِ، وَالْجِرَابُ وِعَاءٌ مَعْرُوفٌ، وَمَعْنَى أُوكِئَ أُقْفِلَ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ (وَقَامَ بِهِ) أَيْ عَمِلَ بِمَا فِيهِ وَيَشْمَلُ ذَلِكَ الْعَقيدَةَ وَالأَحْكَامِ.