إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ أَنْظِرُوا (أي أخِّروا) هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) رَوَاهُ مُسْلِمٌ وغَيْرُهُ.
 
معنى الحديث أن هذان مستثنيان، لا يغفر الله لهما في ذينك اليومين، هذان اليومان أكثر الأيام مغفرة للذنوب ومع ذلك يقال للملائكة أخروا هذين حتى يتصالحا لأن بينهما تحاقد، أما لغيرهما يغفر لهم، ليس معناه كل الذنوب تغفر لكل العباد، إنما معناه لبعض الناس يغفر كل ذنوبهم ولبعض الناس بعض ذنوبهم، الخميس والاثنان لهما فضل من بين الأيام في بعض النواحي، وفي بعض النواحي الجمعة أفضل.