إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
حديث (ذُو الوَجْهَينِ في الدُّنيَا يَأتي يومَ القِيامَةِ ولهُ وَجْهَانِ مِنْ نَار) رواه الطبراني.
قالَ النّوويّ (وهوَ الذي يَأتي كُلَّ طَائفَةٍ بما تُحِبُّ فيُظهِرُ لها أنّهُ مِنها ومخَالِفٌ لضِدّها، وصَنِيعُه خِدَاع ليَطّلِعَ على أحوَالِ الطّائفَتَين). اهـ لأنّ ذلكَ مِن عَادَاتِ المنافِقينَ أمّا المؤمنُ فَلا يَخافُ في اللهِ لَومَةَ لائِم إلا أنْ كانَ ثَمةَ مَا يُحوِجُ مُدارَاة لنَحوِ اتّقاءِ شَرّ أو تَألِيف أو اصْلاحٍ بينَ النّاس.