إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ و آلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ والصالحينَ.
حديث (لاتجعلوا بيوتكم قبوراً ولا تجعلوا قبري عيداً وصلّوا عليّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم) حديث صحيح أخرجه أحمد 2 – 367 وأبو داود 2042.
قال القاضي عياض وابن حجر كما نقل الخفاجي في نسيم الرياض 3 – 502 (المراد لا تتخذوها كالعيد في العام مرة بل أكثروا زيارتها (أي القبور)).
قال الشيخ زكي الدين المنذري (يحتمل أن يكون المراد به الحثّ على كثرة زيارته صلّى الله عليه وسلّم وأن لا يُهمل حتّى لا يُزار إلاّ في بعض الأوقات كالعيد الّذي لا يأتي في العام إلاّ مرّتين، قال ويؤيد هذا التأويل ما جاء في الحديث نفسه (لا تجعلوا بيوتكم قبوراً أي لا تتركوا الصلاة في بيوتكم حتى تجعلوها كالقبور التي لا يُصلّى فيها)).
وقد ذكر السيوطي في مناهل العرفان أنّ حديث (مَنْ زار قبري وجبت له شفاعتي) قال الذهبي فيه إنّه يتقوّى بتعدد الطرق.