إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ و آلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ والصالحينَ.
 
عن دُخينٍ أبي الهيثم كاتب ابن عقبة بن عامرٍ قال قلتُ لِعقبةَ ابن عامرٍ إنّ لنا جيرانًا يشربون الخمرَ وأنا داعٍ الشُّرَط لِيأخذوهمْ.
قال لا تفعلْ وعِظهمْ وهدّدْهم.
قال إنّي نـهيتهم فلم ينتهوا وأنا داعٍ الشَرط لِيأخذوهم.
فقال عقبةُ ويـحك لا تفعلْ، قال سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول (مَنْ ستر عورةً فكأنّما استحيا مؤودةً في قبرها) رواه أبو داود والنّسائي وابن حبّان والحاكم وقال صحيح الإسناد.
 
والشّرط جمع شُرطي وهم أعوان الولاة والظّلمة.
والمؤودة هي البنت تُدفن حيّة وكان هذا من أفعالهم في الجاهلية.
من الـمتجر الرابح في ثواب العمل الصالح للحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الـمُتوفّى 705 هجرية رحمه الله تعالى.
 
وعن رجاء بن حَيْوة قال سمعتُ مَسْلَمة بن مَخلَدٍ رضي الله عنه يقول بينا أنا على مصرَ فأتى البوّابُ فقال إنّ أعرابيًا على الباب يستأذنُ فقلتُ مَنْ أنت، قال جابر بن عبد الله، قال فأشرفتُ عليه، فقلتُ أنزلُ إليك أو تصعدُ، قال لا تنزلُ ولا أصعدُ، حديثٌ بلغني أنك ترويه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سَتْر المؤمن جئتُ أسمعه، قلتُ سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول (مَنْ سترَ على مؤمن عورةً فكأنّما أحيا مؤودةً)، فضرب بعيرَه راجعًا. رواه الطبراني بإسناد حسن.
386 من المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح للحافظ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الـمُتوفّى 705 هجرية رحمه الله تعالى.