إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

حديث (مَنْ سرّه أن يـمثُلَ له الناس قُيامًا فليتبوّأ مقعدَه من النّار) وفي رواية (مَن أَحَبَّ أنْ يتَمَثَّلَ لهُ الرّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النّار) رواه الطبراني والترمذي وابن أبي شيبة، أي يقومون له قياما وهو جالس.
 
يقال مَثَلَ الرجل يمثُلُ مثولاً، إذا انتصب قائمًا، وإنـما نـُهيَ عنه لأنه من زِيّ الأعاجم، ولأنّ الباعث عليه الكِبرُ وإذلال الناس.
(4 – 294 من النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير).
 
وفي لسان العرب وفي الحديث (مَنْ سرَّه أَن يَمْثُلَ لهُ النّاسُ قِيامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَه مِنَ النّار) رواه أبو داود، أَي يقُومُوا قِيامًا وهوَ جَالِسٌ يُقَالُ مَثُلَ الرّجُلُ يَمْثُل مُثُولًا إِذَا انتَصَبَ قَائِمًا وإِنّما نَهى عنهُ لأَنّه مِن زِيِّ الأَعاجِم ولأَنّ البَاعِثَ علَيهِ الكِبْر وإِذْلالُ النّاس.