إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَن عَادَ مَريضًا لم يزَلْ في خُرْفَةِ الجنّةِ حتى يَرجِعَ) رواه مسلم.
 
قوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خُرفَة) أي في بُستَان يُجتَنى منهُ الثّمَر، شَبَّه ما يَحُوزُه العَابدُ مِنَ الثّواب بما يَحُوزُه المخْتَرفُ (أي الذي يَجتَني) مِنَ الثّمَر، وقيلَ المرادُ بالخُرفَةِ هنا الطّريقُ قالَ ابنُ جَرير وهو صَحِيحٌ أيضًا إذ معناهُ علَيهِ أنّ عائدَه لم يزَلْ سَالكًا طَريقَ الجنّةِ لأنّهُ مِنَ الأمور التي يُتَوصَّلُ بها إليها.