إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
ورد في الحديث الذي رواه مسلم، كتاب الطهارة باب إستحباب إطالة الغُرّة والتحجيل في الوضوء (وددتُ أني قد رأيت إخواننا، قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك، قال بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد…)
وفي صحيح مسلم بشرح النووي (قال الإمام الباجي قوله صلى الله عليه وسلم (بل أنتم أصحابي) ليس نفيا لإخوتهم، ولكن ذكرُ مرتبتهم الزائدة بالصحبة، فهؤلاء إخوة صحابة والذين لم يأتوا إخوة ليسوا بصحابة كما قال الله تعالى (إنما المؤمنون إخوة)).
الإمام الباجي، محمد بن أحمد بن عبد الله، الشيخ الإمام الفقيه أبو عبد الله الإشبيلي المالكي، تُوفي سنة 433 هجرية رضي الله عنه.
وليحذر ما يكتبه بعضهم من أن الرسول قال فى الجواب على سؤالهم لا، فإن هذا باطل.
تنبيه:
الرسول لم يقل (لا) في جوابه على الصحابة، بل قال لهم أنتم أصحابي بدون أن يكون نفى أنهم أحبابه لأنهم أحبابه بلا شك، هذه الزيادة (لا) مدسوسة ومعظم الناس لا ينتبهون لها.