إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
في الْحَديثِ (أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَاتِ لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أَرَى الْمَوت فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَاتِ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ لَمْ يَأتِ على الْقَبْرِ يَوْمٌ إِلا تَكَلَّمَ فيهِ فَيَقُولُ أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ وَأَنَا بَيْتُ الْوَحْدَةِ وَأَنَا بَيْتُ التُّرَابِ وَأَنَا بَيْتُ الدُّودِ فَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ قالَ لَهُ الْقَبْرُ مَرْحَبًا وَأَهْلاً أَمَا إِنْ كُنْتَ لأَحَبَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ فَإِذْ وَلِيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِلَيَّ فَسَتَرَى صَنيعي بِكَ فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلى الْجَنَّةِ وَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْفَاجِرُ أَوِ الْكَافِرُ قَالَ لَهُ الْقَبْرُ لا مَرْحَبًا وَلا أَهْلاً أَمَا إِنْ كُنْتَ لأَبْغَضَ مَنْ يَمْشي على ظَهْرِي إلَيَّ فَإِذْ وَلِيتُكَ الْيَومَ وَصِرْتَ إِلَيَّ فَسَتَرَى صَنيعي بِكَ فَيَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى يَلْتَقِيَ عَلَيْهِ وَتَخْتَلِفَ أَضْلاعُهُ وَيُقَيَّض لَهُ سَبْعُونَ تِنِّينًا لَوْ أَنَّ وَاحِدًا مِنْهَا نَفَخَ في الأَرْضِ مَا أَنْبَتَتْ شَيْئًا مَا بَقِيَتِ الدُّنْيا فَيَنْهَشْنَهُ وَيَخْدِشْنَهُ حَتَّى يُفْضَى بِهِ إِلى الْحِسَابِ، إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ) رَواهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الْحَافِظُ السِّيوطِيُّ.
وَالتَّنِّينُ ضَرْبٌ مِنَ الْحَيَّاتِ مِنْ أَعْظَمِهَا كَأَكْبَرِ مَا يَكُونُ مِنْهَا.
التِّنِّينُ حَيَّةٌ كَبِيرَةٌ تَكُونُ فِي قُبُورِ بَعْضِ النَّاسِ لِتَعْذِيبِهم.
(قَال الطِّيبِيُّ فِي شَرحِ مِشْكاةِ المَصابِيح (التِّنِّينُ نَوْعٌ مِن الحَيَّات كَثِيرُ السُّمِّ كَبِيرُ الجُثَّةِ.
اللهم اجرنا من عذاب القبر ومن عذاب النار وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال.