إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

قالَ زكَريّا الأنصَاريّ في شَرح الجزَريّة عندَ قَولِه (والضّاد مِن حَافَتِه إذ وَلِيَا الأضرَاسَ) أي والضّادُ تَخرُج مِن طَرَف اللّسَان مُستَطِيلَةً إلى مَا يَلي الأضرَاس مِن أيْسَر أو مِن أيمن أو مِنهُما. قيلَ كانَ عمرُ رضيَ الله عنه يُخرِجُها مِنهُما وبالجملَةِ هيَ أصعَبُ الحرُوف وأشَدُّها على اللّسان ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (أنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَق َبالضَّادِ بَيْدَ أنِّيْ مِنْ قُرَيْش) (1) أي غَيرَ أني مِن قُرَيش، رواه الفخر الرازي في تفسيره وقال ابن الجزري في كتاب النشر في القراءات العشر هذا الحديث لا أصل له ولا يصح.
 
قال الحافظ الكبير العبدري حَدِيثُ (أنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَق َبالضَّادِ بَيْدَ أنِّيْ مِنْ قُرَيْش) لَيْسَ صَحِيحًا.
 
(1) أنَا أَفْصَحُ مَنْ نَطَق َبالضَّادِ بَيْدَ أنِّيْ مِنْ قُرَيْش أيْ أنَّ الرَّسُولَ هُوَ أَفْصَحُ العَرَبِ، وَالمَقْصُودُ بِالضَّاد ، ِلُغَة ُِ العَرَبِ لَِأنَّ العَرَبَ هُمُ الَّذِينَ يَنْطِقِونَ بِهَا وَلَيْسَت ْفِي لُغَةِ غَيرِهِم.