إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
حَدِيث (أَبْرِدُوا بالظُّهْرِ) مَعْنَاهُ انْتَظِرُوا البَرْدَ، انْتَظِرُوا حتَى يَأْتِيَ وَقْتُ البَرْدِ، لَيْسَ مَعْنَاهُ كَمَا فَعَلَتِ الوَهّابِيّةُ صَارُوا يُؤَذِّنُونَ للظُّهْرِ قَبْلَ دُخُولِ الوَقْتِ بِنِصْفِ سَاعَةٍ فِي بعض البلاد.
أمّا للجُمُعُةِ فالإِمامُ أَحْمَدُ قَالَ ذَلِكَ لِدَلِيلٍ قامَ عِنْدَهُ، وفِعْلُهُم هذَا مُخَالَفَةٌ لِحَدِيثِ جِبْرِيلَ أَنّهُ صَلَّى بالنَّبِيِّ الظُهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ وهذَا (أي فِعْلُهم فِيه) مُخَالَفَةٌ للآيَةِ ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ لأَنَّ الدُلُوكَ بإِجْمَاعِ أَهْلِ اللُّغَةِ والمُفَسِّرِينَ زَوَالُ الشَّمْسِ عَن وَسَطِ السَّمَاءِ.