إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

من معاصي اللسان (الشتمُ واللعن)­­ شتم المُسلم أي سبه، فقد روى البُخاريّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال (سِبابٌ المُسلم فُسوق وقِتالُهُ كُفر) أي سبّ المُسلم فُسوق من الكبائِر وقتاله من الكبائر.

 

والذي يستحلّ قتل المُسلم هذا يكون كافراً والنبيّ أطلقَ على قتاله لفظ كُفر لأنه شبيهٌ بالكُفر من حيث إنه كبيرة، وليس معناه أنه ينقُل عن الملة.

 

مسألة:­­ لو شخص قتل مُسلماً ظُلماً وهو يعلم أنّ قتل النفس ظُلماً من الكبائِر وما استحلّ قتل المُسلم فهذا عليه معصية من أكبر الكبائِر ولا يكفُر.

 

قتل النفس التي حرم الله إلا بالحقّ ليسَ كُفراً، أما الذي يكفُر هو الذي يستحلّ قتل المُسلم كأن يقول أو يعتقد أنّ قتل المُسلم ظُلماً أمر ليسَ حراماً فهذا الذي يكفُر.

 

في بعض الأحاديث والآيات قد يتوهّم الذي يقرأ أنّ قاتل النفس كافر من غير تفصيل، بعض الناس يقرأون القُرآن ويُفسّرونه على هواهم­­، ­­وما أدراهم أنّ ما فسّروه موافق للصواب؟ بعضهم هلك لأجل هذا فضرب القُرآن ببعضه.

 

ورد في الحديث (من قال بالقُرآن برأيهِ فقد أخطأ ولو أصاب) ­­يعني يأثَم من فسر القُرآن برأيه ولو وافق تفسيره التفسير الصحيح. ­­

 

قال الله تعالى (وإن طائِفتانِ من المؤمنينَ اقتتلوا) ­­الله سمّى كلتا الطائفتين مؤمنتين ولم يقُل التي قتلت كافرة، ­وكذلك المنتحر قاتل نفسه إن لم يستحل ذلك ﻻ يكفر.

 

كذلك لا يجوزُ لعنُ المُسلم بلا حق، فإنه من الكبائِر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَعنُ المُسلم كقتله) رواه مُسلم

 

مسألة: لا يجوز أن يلعن المُسلم أخاه المُسلم بلا سبب شرعيّ ولو كان وحده، يعني لو كان واحد من المُسلمين ارتكب ذنباً كبيراً كأن قتل نفساً ظُلماً، فهو فاسقٌ ملعون، لكن لا يجوز أن يقول بلسانه (لعن الله فُلانا) ولو كان لوحده ولم يسمعه أحد إن كان بلا سبب شرعي كالتحذير منه أو لزجره، أما لو لعنه لأنه فاسقٌ لكن بقلبه فهذا ليسَ حراماً، بعض الناس تراهم على ألسنتهم اللعن يُردّدونه كلما غضبوا من شخص والعياذ بالله تعالى لا يجوز هذا الأمر، فاحذروا وحذّروا من تعرفونهم والناس من أن يلعنوا المُسلمين ولو كانوا من أصحاب الكبائِر بلا سبب شرعي.

 

اللعنُ هو البُعدُ من الخير وفي لسان العرب اللعن الإبعادُ والطّرد من الخير.

 

والله تعالى أعلمُ وأحكم ­­ والحمدُ لله والصّلاة والسلام على رسول الله.