إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
دفن خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام
هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة تنفيذًا لأمر اللهِ تعالى وعاش هناك عشر سنوات وتوفي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ودفن بها في بيت عائشة رضي الله عنها وقبره الشريف معروف هناك يُزَارُ إِلى زماننا هذا وللمسلم ثواب بزيارته.
عن أنسٍ رضي الله عنه قال لماَ ثَقُلَ رَسولُ اللهِ جَعَلَ يتغشَاهُ الكَربُ، فَقَالت فَاطمةُ رَضيَ اللهُ عنهَا (وَاكربَاهُ لِكَربِكَ يا أَبَتَاهُ) فأجابها صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ (لَيْسَِ على أَبيكِ كَرْبٌ بَعْدَ اليَوْمِ) فلما مات قَالت (يَا أَبتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أََبَتَاهُ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ، يَا أَبَتَاهُ إِلى جِبْرِيلَ أَنْعَاهُ).
عن ابن جريج قال أخبرني أبي أَنَّ أصحاب مُحَمَّد لم يدروا أينَ يُدفَنُ النبيُّ صَلَّىَ اللهُ عليهِ وسلَّمَ، حتَّى قالَ أبو بكرٍ رَضيَ اللهُ عنهُ َسمعتُ رَسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ (لَم يُقْبَرُ نَبيٌ إلا حَيثُ يَموُتُ).
وَكُفِنَ بِثلاثةِ أَثوابٍ بيضٍ وَوُضِعَ على سريرهِ علىَ شَفيرِ القَبْرِ، ثم دَخَلَ النَّاسُ أَرسالاً يُصَلُّونَ عَلَيهِ فَوجًا فَوجًا لاَ يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ، ثم دُفِنَ صَلَّىَ اللهُ عليهِ وسلَّمَ وَنَزَلَ في حُفرتِهِ العَبَّاسُ وَعَلِيٌّ والفَضْلُ وَقَثَمُ وَشُقْرَانُ ودُفِنَ في اللَّحْدِ.
لقد جمع اللهُ سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم كمال الأخلاق ومحاسن الشيم، وءاتاه علمًا واسعًا وهو أُميّ لا يقرأ ولا يكتب وكان أعلم الخلق وأذكاهم، ولا معلم له من البشر، وءاتاه الله ما لم يؤت أحدًا من العالمين، واختاره على جميع الأولين والأخرين.
ونحن هنا لم نذكر إلا بعضًا من شمائله وصفاته ومحاسنه صلوات الله وسلامه عليه.