إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ و آلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ والصالحينَ.
قال الشيخ محمد الخضر حسين التونسي المالكي (1378 هـ) شيخ جامع الأزهر سابقا في مجلة الهداية الإسلامية (ج 11 م 2) ما نصه (أما احتفالنا بذكرى مولده فإنا لم نفعل غير ما فعله حسان بن ثابت رضي الله عنه حين كان يجلس إليه الناس ويُسمعهم مديح رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعر ولم نفعل غير ما فعل علي بن أبي طالب أو البراء بن عازب أو أنس بن مالك رضي الله عنهم حين يتحدثون عن محاسن رسول الله الخُلقية والخلقية في جماعة). انتهى
ونقول:
ولماذا نحتفل بهذا اليوم المبارك على أُمتنا؟
نحن نعرف أنك سيّدُ الشاكرين لربك وأنت الشاكر المعلِّمُ بشكرِكَ كيف ينبغي أن يكون شكر المؤمن لربِّه، فأنت تصوم في يوم مولدك وقد سُئِلْتَ عن صوم يوم الاثنين فقلتَ (ذاك يومٌ وُلِدْتُ فيه وأُنْزِلَ عَلَيَّ فيه) رواه أحمد ومسلم والبيهقي في الدلائل.
وأنت سَيّدُ المتواضعين، يُذكَرُ في هذا اليوم تواضُعُك وأنت الذي لا تأنف من مجالسة الفقراء والأكلِ معهم وزيارتـِهم في بيوتهم، سيدي يا صاحب الخلق العظيم، يا حبيب المؤمنين مِن قولك (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخاري.
نرى في عمل المولد سببًا لنشر هذا الحب بين الأجيال ليتعلقوا بك وبجمالك ووصفك وهيئتك وبقولك وبفعلك يا عظيم الجاه فَنَعُدُّ عملنا هذا من أفضل الأعمال بالتدليل على هذه المحبة لمن جاء منقِذًا للناس من ظلم العبادة لغير الله بدعوتهم الى عبادة الله تعالى وحده.
وفي عمل المولد التذكيرُ بأمور أخرى منها، حفظ اسمك ونسبك وانتمائك العربي وأسماء أولادك، وإلا لمَ قلتَ (أنا محمدٌ وأنا أحمدُ وأنا الماحي الذي يمحو اللهُ بي الكفرَ وأنا الحاشرُ الذي يُحشَرُ الناسُ على قَدَمِي وأنا العاقِبُ الذي ليس بعدَه أحدٌ) متفق عليه.
نبيُّ الرحمة أنت، ونبيُّ التوبة أنت، وأنت أبو القاسم، أبو الزهراء يا رسول الله.