إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
الحمد لله المنزه عن الأنداد والأركان والآلات والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته الكرام أجمعين.
قال الإمام الكبير أبو محمد صالح الهسكوري الفاسي المغربي المالكي (ت653هـ) في شرح رسالة الإمام ابن أبي زيد القيرواني ص 106: “استواؤه تعالى راجعٌ إلى علوِّ المرتبة، لا إلى المكان والجهة”.
و الإمام الهسكوري هو شيخ المغرب علما وعملا من فقهاء فاس وعلمائها وصلحائها، المشهورين بالفضل والزهد، من بيت صلاح وجلالة، يضرب به المثل في العدالة. أخذ عن المومناني، الذي أخذ عن ابن عتاب، الذي أخذ عن أبيه أبي عبد الله، الذي أخذ عن أبي عبد الله بن عائد، الذي أخذ عن أبي محمد بن أبي زيد القيرواني الذي أخذ عن أبي بكر بن اللباد، الذي أخذ عن يحيى بن عمر، الذي أخذ عن الإمام سحنون، الذي أخذ عن ابن القاسم، الذي أخذ عن الإمام مالك، الذي أخذ عن نافع، الذي أخذ عن ابن عمر رضي الله عنه، الذي أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله رب العالمين، والعزة للإسلام، والله تعالى أعلم وأحكم