إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:

ماذا روى أبو نعيم في حليته عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
روى أبو نُعيمٍ في حِليتِهِ في تَرجمَةِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ: حدَّثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحارث، ثنا الفضلُ بنُ الحَبَّابِ الجمْحيّ، ثنا مُسدَّدٌ، ثنا عبدُ الوارثِ بن سعيد، عنْ محمدِ بنِ إسحاقَ، عنِ النعمانِ بنِ سعْدٍ قال: كنتُ بالكوفةِ في دارِ الإمارةِ دارِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ إذْ دَخَلَ علينا نوفُ بنُ عبدِ اللهِ فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ بالبابِ أربعونَ رجلاً منَ اليهودِ فقالَ عليٌّ: عَليَّ بهم، فلمَّا وقفوا بين يديهِ قالوا له: يا عليُّ صِفْ لنا ربَّكَ هذا الذي في السماءِ كيفَ هو؟ وكيفَ كانَ؟ ومتى كانَ؟ وعلى أيّ شىءٍ هو؟ ـ واليهودُ مشبّهةٌ يعتقدونَ أنَّ اللهَ موجودٌ في السماءِ ويقعُدُ على العرشِ، تعالى اللهُ عمَّا يصفون ـ فاستوى عليٌّ جالسًا وقالَ: “معشَرَ اليهودِ، اسمعوا مِنّي ولا تُبَالوا أنْ لا تسألُوا أحدًا غيري، إنَّ ربيَ عزَّ وجلَّ هوَ الأولُ لمْ يبدُ ممَّا، ولاَ مُمَازِجٌ مَعمَا، ولا حَالٌّ وهمًا، ولا شبحٌ يُتقصى، ولاَ محجُوبٌ فيُحوى، ولا كانَ بعدَ أنْ لم يكنُ”، وقالَ: “منْ زعَمَ أنَّ إلهَنا محدودٌ فقد جهِلَ الخالِقَ المعبودَ” اهـ. معناه من قال الله له حجم فقد كفر.