إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

عَظْمُ الرُّكْبَةِ يَجُوْزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يُظْهِرَهُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، وَكَذَلِكَ السُّرَّةُ يَجُوْزُ إِظْهَارُهَا وَإِظْهَارُ مَا يُحَاذِيْهَا مِنَ الظَّهْرِ.
 
قَالَ أَبُو بَكْرٍ القَفَّالُ الشَّاشِيُّ الشَّافِعِيُّ (ت 507هـ) في حلية العلماء (وَعَوْرَةُ الرَّجُلِ مَا بَين السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ. وَالسُّرَّةُ وَالرُّكْبَةُ لَيْسَتَا مِنَ الْعَوْرَةِ، وَبِه قَالَ مَالكٌ، وَإِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَن أَحْمدَ، وَمِنْ أَصْحَابنَا من قَالَ هُمَا مِنَ الْعَوْرَة، وَهُوَ قَولُ أَبِي حَنِيْفَة فِي الرُّكْبَة). اهـ
 
بعض الأئمة المجتهدين قالوا فخذ الرجل ليس عورة إلاّ سوأتاه، قبلُه ودبُره، منهم مالك، مرّة قال هكذا ومرّة قال كما قال الشافعي عورة الرجل ما بين سرّته وركبته.
 
الإمام أحمد كذلك ثبت عنه أنه قال عورة الرجل السّوأتان كذلك الإمام عطاء بن أبي رباح هذا قبل الشافعي قبل مالك، هذا أخذ العلم من الصحابة مباشرة، عطاء بن أبي رباح مجتهد مثل الشافعي، في العلم مثل الشافعي ومالك وأحمد لكن مذهبه ما دوّن إنما تناقل على ألسنة اهل العلم ثم دوّن في بطون كتب العلم في كثير من المسائل.