إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
عَلَى قَوْلِ بَعْضِ المَالِكِيَّةِ يَصِحُّ قَصْرُ الصَّلَاةِ وَجَمْعُهَا إِذَا سَافَرَ مَسَافَةَ سِتَّةٍ وَثَلاثِيْنَ مِيْلًا أَيْ مَا يُسَاوِيْ 33.12 كِيلُومِتْرٍ تَقْرِيبًا، عَلَى أَنَّ المِيْلَ 2000 ذِرَاعٍ.
ومن جهة أخرى فإن مسافة القصر عند المالكية ثمانية وأربعون ميلًا والصحيح عندهم أن الميل ثلاثة آلاف وخمسمائة ذراع، فقد جاء في الشرح الكبير للدردير المالكي (أربعة برد، معمول مسافر، بيان لمسافة القصر، كل بريد أربعة فراسخ، كل فرسخ ثلاثة أميال، فهي ثمانية وأربعون ميلًا، والمشهور أن الميل ألفا ذراع، والصحيح أنه ثلاثة آلاف وخمسمائة، وهي باعتبار الزمان مرحلتان أي سير يومين معتدلين، أو يوم وليلة بسير الإبل المثقلة بالأحمال على المعتاد). انتهى
وقَدِ تَعَدَّدَتْ أَقْوَالُ العُلَمَاءِ فِي مَسَافَةِ القَصْرِ حَتَّى ذَكَرَ ابْنُ المُنْذِرِ مِنْهَا نَحْو عِشْرِينَ قَوْلاً.