إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ ورضيَ اللهُ عن أمهاتِ المؤمنينَ و آلِ البيتِ الطاهرينَ وعنِ الخلفاءِ الراشدينَ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ وعن الأئمةِ المهتدينَ أبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وعن الأولياءِ والصالحينَ.
 
عِندَ الإِمامِ مَالِكٍ لَيْسَ لِلْمَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ وَقْتٌ مُحَدَّدٌ، وَقَدِ احْتَجَّ المَالِكِيَّةُ عَلَى عَدَمِ التَّأْقِيتِ بِحَدِيثِ أُبَيِّ بنِ عِمَارَةَ، وَكَانَ مِمَّنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم أنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وسَلَّمَ عَنِ المَسْحِ عَلَى الخُفَّينِ يَوْمًا؟ قَالَ يَوْمًا، قَالَ وَيَوْمَيْنِ؟ قَالَ وَيَوْمَيْنِ، قَالَ وَثَلاثَةً؟ قَال نَعَم وَمَا شِئْتَ.
قَالُوا إِنَّ هذَا الحَدِيثَ أَصْلٌ فِي عَدَمِ تَأْقِيتِ المَسْحِ علَى الخُفَّيْنِ، فَإِذَا لَبِسْتَ الخُفَّيْنِ فَامْسَحْ مَا بَدَا لَكَ.
 
والله تعالى أعلم وأحكم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.