إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

 جهة القبلة بالنسبة لأمريكا الشمالية هي جنوب شرق

 

قدم المسلمون إلى أمريكا الشمالية في أوائل القرن الهجري المنصرم أفراداًَ وجماعات وما زال عددهم ينمو و يتزايد حتى صار لهم جاليات كبيرة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و كندا، فكان من الطبيعيّ أن يسعَوْا في بناء مساجد ومصليات يجتمعون فيها لتأدية الجماعات واستماع الخير وذكر الله، وقد كانت كلّ هذه المصليات والمساجد تتوجه محاريبها إلى الجنوب الشرقي من غير استثناء بناء على فتاوى علماء بلاد الإسلام حتى قام عبد الله العبدليّ منذ نحو أربعين عاما و بالتحديد بين سنتى 1973 ر و 1974ر بنشر كتاب يذكر فيه أن جهة القبلة هي الشمال الشرقي في كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية و كندا.

 

فتلقف كتابَهُ نفاةُ التوسل وأعضاءٌ حزب ضال في شمال أمريكا معجبين به كإعجابهم المعتاد بالشاذِ، وقاموا بنشره والترويج له كدأبهم مع ما فيه تشتيت الصف وتفريق الكلمة و تحريف الدين تحت اسم الإسلام.

 

وقد تحدث بعضنا شخصيا مع مؤلف الكتاب فقال له: أنت عَلاَمَ اعتمدتَ من الأدلة الشرعية في نشر كتابك؟

فقال: أنا ما درستُ علوم الدين الشرعية لكنني اعتمدت على حساب المثلثات الكروية، فإِنَّا لله و إِنَّا إليه راجعون، صار أمر تحديد القبلة في هذه الأيام مَلعَبَةً بيد من لا يعرف علوم الدين ويريد التسلي!! بل يجد له مع ذلك أعواناً و أنصاراً!! هذا مع العلم بأن مساجد عديدة ما زالت محافظة على جهة القبلة الصحيحة، ومقابر المسلمين القديمة كمقبرة (سكرامنتو) كليفورنيا القديمة التى يرجع دفن موتى المسلمين فيها إلى ما قبل عام 1937ر ومقبرة (تورو) في مقاطعة نوفاسكوتيا الكندية التى يرجع دفنهم فيها إلى ما قبل خمسين سنة شاهد على أن المسلمين كانوا يتوجهون إلى الجنوب الشرقي.

وقد أصدر الأزهر فتوى جديدة (جويلية 2015) تنص على أن اتجاه القبلة هو الجنوب الشرقي، وكان قد أصدر فتوى قبلها سنة 1994.

 

*** صورة الفتوى ***

 

فتوى الأزهر تنص على أن جهة القبلة بالنسبة لأمريكا الشمالية هي جنوب شرق