إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

فصل في بيان زمان مولده صلى الله عليه وسلم ومكانه
 
اختلف في عام ولادته صلى الله عليه وسلم والأكثر أنه عام الفيل، قال ابن عبد البر (ولد بعد قدوم الفيل بشهر، وقيل بأربعين يومًا، وقيل بخمسين يومًا).
 
وروى البيهقي [1] عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال (ولد النبي صلى الله عليه وسلم عام الفيل).
 
أما يوم مولده فهو شهر ربيع الأول، وأما يوم مولده من الشهر فالمعتمد أنه كان لثنتي عشرة ليلة خلت من الشهر المذكور.
 
أما يوم مولده فهو يوم الإثنين بلا خلاف، فقد روى مسلم [2] عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الإثنين فقال (ذاك يوم ولدت فيه، وأُنزل عليّ فيه).
 
وأما مكان مولده فالصحيح المحفوظ أنه كان بمكة المشرفة، والأكثر أنه كان في المحل المشهور بسوق الليل وقد جعلته أم هارون الرشيد مسجدًا ذكر ذلك الحافظ العراقي وغيره، وقال الأزرقي (إنه ذلك البيت لا اختلاف فيه عند أهل مكة) اهـ ويُعْرف المكان اليوم بمحلة المولد.
 
[1] – دلائل النبوة (1 – 75).
 
[2] – أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصيام باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس، وأخرجه أحمد في مسنده (5 – 297 – 299) والبيهقي في سننه (4 – 293).