إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

قاصمة للوهابية المجسمة
 
قال ابن حمدان الحنبلي (توفّي 695هـ) في كتابه نهاية المبتدئين في أصول الدين (وأن الله تعالى ليس بجوهر ولا عرَض ولا جسم ولا تـحله الحوادث ولا يـحل في حادث ولا ينحصر فيه. إلى أن قال هو الغني عن كل شىء، ولا يستغني عنه شىء، وأنه لا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء، ومن شبَّهه بخلقه فقد كفر، نص عليه أحمد، وكذا من جسَّم، أو قال إنه جسم لا كالأجسام، ذكره القاضي). اهـ
ثم قال (ومن قال إنه بذاته في كل مكان أو في مكان فكافر). اهـ
 
وقال: وقال التميمي في اعتقاد أحمد في حديث النـزول (ولا يجوز عليه الانتقال، ولا الحلول في الأمكنة، قال فيه ابن البناء في اعتقاد أحمد ولا يقال بحركة ولا انتقال). اهـ
 
وقال (واختار ابن الجوزي نفي الجهة، وحكاه عن أحمد من رواية حنبل، وإليه ميل ابن عقيل). اهـ
 
وقال (وقد تأول أحمد آيات وأحاديث كآية النجوى وقوله (أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ) وقال قدرته وأمره، وقوله (وَجَاء رَبُّكَ)، قال قدرته، ذكرهما ابن الجوزي في المنهاج واختار هو إمرار الآيات كما جاءت من غير تفسير وتأول ابن عقيل كثيرا من الآي والأخبار، وتأول أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم (الحجر الأسود يمين الله في الارض) ونحوه). اهـ
 
وقال مرعي الكَرْمي المقدسي الحنبلي (توفّي 1033هـ) في أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات: قال المازري (وقد غلط ابن قتيبة في هذا الحديث (حديث فإن الله خلق ءادم على صورته) فأجراه على ظاهره وقال الله صورة لا كالصور، قال وهذا كقول المجسمة جسم لا كالأجسام، لما رأوا أهل السنة يقولون الله تعالى شيء لا كالأشياء، والفرق أن لفظة شيء لا تفيد الحدوث ولا تتضمن ما يقتضيه، وأما جسم وصورة فيتضمنان التأليف والتركيب وذلك دليل الحدوث). اهـ
 
وبين الإمام الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في كتابه دَفْعُ شُـبَـهِ التّشبيه براءة أهل السنة عامة والإمام أحمد خاصة من عقيدة المجسمة وقال كان أحمد لا يقول بالجهة للبارئ.
 
قد يسأل سائل لماذا ذكرنا تحديداً ما قاله علماء الحنابلة؟
فالجواب يكون: لقد نسب المُشبِّهة المُجسِّمة أنفسهم لمذهب الإمام أحمد زوراً وبُهتاناً ونشروا بين الناس أن عقيدة الإمام أحمد هي عقيدتهم حتى ضاع عدد كبير من الناس في اتباعهم وظنوا أنّ الإمام أحمد يقول بمثل هذه العقائد الفاسدة.
 
ونقل الإمام الحافظ العراقي الشافعي والإمام القرافي المالكي والشيخ ابن حجر الهيتمي الشافعي ومُلّا علي القاري الحنفي ومحمد زاهد الكوثري الحنفي وغيرهم عن الأئمة الأربعة هُداة الأمة الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بتكفير القائلين بالجهة والتجسيم.