إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد: 

معنى قول الله تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين) في الآية معنى التهديد والبراءة من الباطل،
(لَكُمْ دِينَكُمْ) أي الباطل وهو الشرك،
(وَلِيَ دِينِ) الذي هو دين الحق وهو الإسلام، وهو كقوله تعالى (لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ)، وكقوله تعالى (وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ).
 
كذا قال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرءان، والماوردي في تفسيره النكت والعيون عن ابن عباس، والطبراني في التفسير الكبير، وغيرهم.