إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
الفَلَكُ مَدَارُ النُّجُومِ
قالَ الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (سورة الأنبياء آية 33).
قول الله تعالى (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) مَعْنَاهُ اللَّيْلُ والنَّهَارُ والشَّمْسُ والقَمَرُ لَهُ فُلْكٌ، الشَّمْسُ لَهَا فَلَكٌ أَيْ مَدَارٌ تَدُورُ فِيهِ لَهَا خُطُوطٌ تَجْرِي فِيهَا فِي السَّنَةِ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ فِي المَيْلِ الجَنُوبِيِّ ذَهَابًا وَإِيابًا وثَلاثَةَ أَشْهُرٍ فِي المَيْلِ الشَّمَالِيِّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ باعْتِبَارِ الذَّهَابِ والرُّجُوعِ لَكِنَ الخُطُوطَ لِكُلِ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ كُلّ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ تَمُرُّ فِي خُطُوطٍ كُلَّ يَوْمٍ فِي خَطٍّ بَدْءًا وَعَوْدَةً ذَهَابًا وَرُجُوعًا وكَذَلِكَ كُلّ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ فِي خُطُوطٍ ذَهَابُها ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَعَوْدُها ثَلاثَة أَشْهُرٍ، هكَذَا الشَّمْسُ والقَمَرُ لَهُ فَلَكٌ، لَيْسَ مَعْنَى الآيَةِ أنَّ الأَرْضَ لَهَا فَلَكٌ تَدُورُ والسَّمَاءُ لَهَا فَلَكٌ تَدُورُ فِيهِ.
بَعْضُ عُلَمَاءِ العَصْرِ يُرِيدُونَ أَنْ يُوَفِّقُوا بَيْنَ ما يَذْكُرُ الجُغْرَافِيا وَبَيْنَ القُرءَانِ فَيَقُولُونَ هذَا مِن غَيْرِ ثَبْتٍ مِن غَيْرِ حُجَّةٍ.