إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، أما بعد:
قَوْلُ الله تَعَالَى فِي سُورَةِ النُّورِ (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ) (سورة النور آية 60)، مَعْنَاهُ النِّسَاءُ اللاتِي صِرْنَ إلى حَدٍّ أنَّهُ لا يَشْتَهِيهَا أَحَدٌ جَازَ لَهَا أنْ تَكْشِفَ رَأْسَهَا وَعُنُقَها أَمَامَ النَّاسِ، (القَاعِدُ) هِيَ التِي انْقَطَعَ عَنْهَا طَلَبُ الرِّجَالِ.
اللهُ تَعَالَى قَالَ (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ) مَعْنَاهُ إنْ غَطَّيْنَ أَحْسَنُ، بَعْضُ المُفَسِّرِينَ لا يُفَسِّرُونَ هذَا، لا يَذْكُرُونَهُ، لَو كُنَّ كَسَائِرِ النِّسَاءِ فَمَا الفَرْقُ.